أسعار النفط تهبط من أعلى مستوى وتوقعات باستمرارها بين 65 و70 دولاراً

هبطت أسعار النفط أمس، من أعلى مستوى سجلته أول من أمس، لم تبلغْه منذ كانون الأول (ديسمبر) عام 2014. وعلى رغم تحذير محللين وتجار من أخطار تصحيح تراجعي لسعر الخام منذ بداية السنة، رأوا أن أوضاع السوق «لا تزال قوية، لأسباب أبرزها استمرار خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا».

وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63.34 دولار للبرميل بتراجع 46 سنتاً أو ما يعادل 0.7 في المئة، عن التسوية السابقة. وهبط خام القياس العالمي مزيج برنت 29 سنتاً أو ما يعادل 0.4 في المئة، عن التسوية السابقة إلى 68.97 دولار للبرميل. وكان برنت سجل أعلى مستوى منذ كانون الأول 2014 أول من أمس، بالغاً 70.05 دولار للبرميل.

وأعلن مصدر بارز في «أوبك» أمس، أن المنتجين الخليجيين الأعضاء في المنظمة، «يعتزمون إبقاء إنتاجهم النفطي في الربع الأول من السنة عند أقل من مستواه قبل عام، على رغم نمو الطلب القوي وتراجع المخزون العالمي». ولفت إلى أن «منتجي النفط الخليجيين «يريدون التأكد من إزارة الفائض في مخزون النفط التجاري الذي تراكم على مدى الأعوام الثلاثة الماضية».

وأوضح أن «لجنة المراقبة المشتركة لـ «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة والتي ترأسها السعودية، سيواصلون مراقبة السوق والتأكد من أن تقيّد كل الدول بالخفوضات». وستعقد اللجنة اجتماعاً في سلطنة عُمان في 21 من هذا الشهر.

وقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول أمس: «في وقت تُعد أسعار النفط بين 65 و70 دولاراً للبرميل أمراً جيداً حالياً للمنتجين، فهي تنذر بأن يشجع ذلك المستوى على زيادة فائض المعروض من شركات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة». ولم يستبعد «استمرار انخفاض إنتاج الخام في فنزويلا هذه السنة، مع تضرر إمداداتها من الأزمة الاقتصادية».

وأكد وزير النفط العماني محمد بن حمد الرمحي أمس، «عدم قلقه من الارتفاع الحالي في أسعار النفط»، متوقعاً «استمرار الأسعار في نطاق جيد بين 65 و70 دولاراً للبرميل لأسابيع قليلة».

إلى ذلك، رأى الرئيس التنفيذي لشركة «لوك أويل» الروسية وحيد الكبيروف، أن على روسيا أن «تبدأ الخروج من الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط، إذا ظلت أسعار الخام عند 70 دولاراً للبرميل لأكثر من ستة أشهر».

إلى ذلك، أعلنت وزارة النفط العراقية أمس، «تأهل 26 شركة للمنافسة على امتيازات نفط وغاز في مناطق حدودية». وأوضحت في بيان أن «خمس شركات تأهلت أخيراً، للمشاركة في جولة تقديم العروض إلى جانب 21 أخرى كان وقع عليها الاختيار بالفعل».

وستُستكمل شروط تقديم العروض في موعد أقصاه نهاية أيار (مايو) المقبل، وستُفتح العروض في21 حزيران (يونيو) المقبل.

الغاز الروسي

أعلنت مجموعة «غازبروم» الروسية، أن إمداداتها من الغاز إلى دول أوروبا وتركيا «سجلت مستوى قياسيا بلغ 193.9 بليون متر مكعب عام 2017، بزيادة 8 في المئة عن المستوى القياسي الأخير الذي حققته عام 2016».

ويشكل ذلك مصدر ارتياح كبير على الصعيد المالي للمجموعة التي تعتمد على صادراتها كمصدر رئيسي لأرباحها. لكن الإنجاز يكتسي أيضاً طابعاً سياسياً، في ضوء ضوء الخطوات الكثيرة التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي بحثاً عن مصادر تموين أخرى.

وقال رئيس غازبروم أليكسي ميلر إن هذه الأرقام «تثبت الطلب المتزايد للدول الأوروبية على الغاز الروسي، إنما كذلك موثوقية إمدادها بالكميات المطلوبة».

وبلغت الإمدادات إلى ألمانيا والنمسا مستوى قياسياً، فيما ازدادت الصادرات إلى فرنسا بنسبة 6.8 في المئة عن العام 2016، وفق أرقام أعلنتها «غازبروم». وازدادت حصة الغاز الروسي المصدر إلى أوروبا في السنوات الماضية، وباتت تمثل ثلث الاستهلاك الإجمالي في القارة.

وعزا المحلل في مصرف «سبيربنك سي آي بي» فاليري نيستيروف زيادة الطلب الأوروبي إلى «الانتعاش الاقتصادي» في أوروبا ومستوى الأسعار «الأكثر تنافسية حالياً من أسعار الفحم». وتوقع أن «تحتفظ المجموعة بحصتها من السوق في أوروبا».

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى