أوبك ترمي بالكرة في ملعب المنتجين الآخرين لإعادة استقرار الأسعار

أعربت منظمة الدول المصدرة للنفط ‘أوبك’ الاثنين في أحدث مطبوعاتها عن قلقها بسبب الضغوط المستمرة على أسعار النفط بفعل ارتفاع إنتاج الخام والمضاربات بالسوق.

وأكدّت أن تراجع أسعار النفط المتداولة قرب أدنى مستوياتها وأنها مستعدة للتحدث مع المنتجين الآخرين.

وقالت إنها ستبذل كدأبها دائما كل ما بوسعها لتوفير البيئة الملائمة كي تستطيع سوق النفط تحقيق التوازن في ظل أسعار عادلة ومعقولة.

وشدّدت المنظمة في العديد من المناسبات على أنها مستعدة للتحدث مع كل المنتجين الآخرين، لكن هذا الأمر ينبغي أن يكون على أساس متكافئ لتحمي أوبك مصالحها.

وكانت دول الخليج النفطية الأعضاء في أوبك قد حمّلت المنتجين الآخرين مسؤولية اغراق الاسواق بالنفط. وقالت الامارات والسعودية، إن المنظمة لا تتحمل مسؤولية التصرفات غير الرشيدة للمنتجين الآخرين.

وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي في ابريل/نيسان، إن السعودية مازالت مستعدة للمساعدة في اعادة الاستقرار الى السوق وتحسين الأسعار “بطريقة معقولة ومناسبة” وبمساعدة المنتجين الآخرين.

وأبلغ النعيمي حينها مؤتمرا اقتصاديا، أن مساهمة الرياض في ذلك ينبغي أن تكون بمشاركة البلدان المنتجة والمصدرة الرئيسية وبناء على مبادئ واضحة وشفافية عالية بحيث لا تتحمل بلاده أو دول الخليج أو الدول الأعضاء في أوبك العبء بمفردها.

وقد إستهلت أسعار النفط الاثنين أولى تداولاتها على تراجع وسجلت هبوطا دون 49 دولارا للبرميل، بفعل ضغط تخمة المعروض وتجدد المخاوف من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني أكبر محرك للاقتصادات في العالم.

وهبط سعر خام برنت بأكثر من 3.3 بالمئة بعدما كان حقق ارتفاعا بنحو 10 بالمئة على مدار الأسبوع الماضي لكنه لايزال يتجه لتحقيق تراجعه الشهري الرابع على التوالي ولم يرتفع سوى في شهرين فقط على مدى الأربعة عشر شهرا الأخيرة.

وقال المحلل في بتروماتريكس أوليفيه جاكوب إنّ “التقلب كان كبيرا الأسبوع الماضي ومن ثم نرى الآن بعض التراجع ولقد ثبت أن مستوى 50 دولارا هو مستوى مقاومة، والسوق مازالت تتلقى إمدادات كبيرة للغاية.”

وتشير توقعات أوبك إلى زيادة المعروض في الأسواق بأكثر من مليوني برميل يوميا بسبب زيادة الإنتاج من بعض الدول الأعضاء في المنظمة مثل السعودية والعراق وقد يرتفع إنتاج أوبك أكثر في 2016 عندما يرفع الحظر الاقتصادي الدولي عن إيران التي أعلنت صراحة أنها تخطط لرفع انتاجها بأكثر من 500 الف برميل يوميا.

ويتوقع محللون في أسواق الطاقة أن تقوم أوبك بخفض حصص الإنتاج للدول الأعضاء لمواجهة التدفق المحتمل للنفط الإيراني إلى الأسواق وتجنب زيادة تخمة المعروض، لكن لم يصدر عن المنظمة ما يشير إلى أنها ستخفض حصص أعضائها دون التزام المنتجين الآخرين من خارجها بحصص متكافئة.

ومن المقرّر أن يبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو “خطوات مشتركة محتملة” لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط العالمية وذلك خلال زيارة إلى الصين هذا الأسبوع.

وقال مساعد الكرملين يوري أوشاكوف، إن مناقشة الخطوات تأتي في إطار التعاون بين موسكو ومنظمة أوبك، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.

وهبطت أسعار النفط سلعة التصدير الأولية الرئيسية لروسيا بنحو النصف منذ 2014 لتصل إلى أقل من 50 دولارا للبرميل وهو ما دفع الاقتصاد الروسي إلى الركود.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أن فنزويلا تجري اتصالات مع أعضاء آخرين في منظمة الدول المصدرة للنفط من أجل عقد اجتماع طارئ مع روسيا، للاتفاق على خطة لوقف انهيار أسعار النفط العالمية. ومسكو منتج عالمي رئيسي للنفط لكنها ليست عضوا في أوبك.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى