توقعات متفائلة داخل أوبك بعودة أسعار النفط للارتفاع

قال مسؤولون بأوبك (منظمة الدول المصدر للنفط) الاثنين إن سوق النفط ستستعيد توازنها ذاتيا بعد أن هوت الأسعار إلى أدنى مستوياتها، وذلك في مؤشر على أن المنظمة ستلتزم بسياسة عدم خفض الإمدادات ما لم يساعد المنتجون المنافسون.

وانهارت أسعار النفط إلى أقل من 28 دولارا للبرميل هذا الشهر من 100 دولار في منتصف 2014 بفعل تخمة المعروض. وتسارع التراجع بعد أن غيرت منظمة البلدان المصدرة للبترول استراتيجيتها في أواخر 2014 إلى الدفاع عن الحصة السوقية لا الأسعار. وبدأ تراجع السعر يكبح تطوير مصادر المعروض عالية التكلفة نسبيا مثل النفط الصخري الأميركي وأجبر الشركات على تأجيل أو إلغاء مشاريع بمليارات الدولارات مما قد يهدد بعض إمدادات المستقبل. وأبلغ وزير الطاقة القطري محمد السادة مؤتمرا في لندن “نتوقع أن نشهد دورة انكماش أخرى لسعر النفط.. لكننا سنتعافى.. ستستعيد السوق توازنها بالتأكيد لأن سعر اليوم لن يستمر طويلا بأي حال.”

وقال عبدالله البدري الأمين العام لأوبك متحدثا خلال نفس المؤتمر إن هناك ما يدعو إلى التفاؤل مستشهدا بتوقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2016، وانكماش المعروض من خارج أوبك. وقال خلال المؤتمر “نرى بالفعل بعض المؤشرات على بدء تصحيح ذاتي للعوامل الأساسية للعرض والطلب في 2016.” وفي وقت سابق قال البدري إن على المنتجين من أوبك وخارجها أن يعملوا معا لمعالجة فائض المخزونات النفطية كي تتعافى الأسعار ويبدأ الاستثمار في حقول جديدة.

وحتى الآن يرفض كبار المنتجين غير الأعضاء في أوبك مثل روسيا العمل مع المنظمة لخفض الإمدادات لكن سلطنة عمان وأذربيجان أبدتا استعدادا لذلك. وقال البدري “إنه لأمر مهم أن تتطرق السوق إلى قضية تخمة المخزونات.. أصبح هذا محوريا للعودة إلى سوق متوازنة.”

وأضر تراجع السعر بدخل الدول المنتجة ولاسيما أعضاء أوبك مثل فنزويلا الذين يعتمدون اعتمادا كثيفا على إيرادات النفط ويفتقرون إلى القدرة على ضخ المزيد. وطلبت فنزويلا عقد اجتماع طارئ لأوبك لمناقشة خطوات لرفع أسعار النفط. لكن الأعضاء الخليجيين مثل السعودية الذين قادوا تحول السياسة في 2014 عارضوا من قبل الدعوة إلى اجتماعات طارئة.

وقال الوزير القطري الذي تتولى بلاده رئاسة أوبك هذا العام إن الطلب قيد الدراسة لكنه أحجم عن الرد عندما سئل إن كان يؤيده. وقال “تسلمنا طلبا ووزراء النفط يناقشون ذلك.. إنه قيد التقييم.”

وفي حين من المتوقع تراجع المعروض من خارج أوبك في 2016، فإن إنتاج المنظمة قد يزيد إثر رفع العقوبات عن إيران وخطط العراق زيادة الإمدادات وفي غياب أي مؤشرات على تراجع الإنتاج السعودي عن مستوياته القياسية المرتفعة. وقد يزيد العراق إنتاج النفط بدرجة أكبر في 2016 ليصل إلى أربعة ملايين برميل يوميا من حقول الجنوب حسبما ذكر مسؤول نفطي عراقي الاثنين طالبا عدم نشر اسمه. وينتج العراق نحو 3.7 إلى 3.8 مليون برميل يوميا من حقوله الجنوبية في الأشهر الأخيرة.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى