روسيا تذهب إلى أبعد من الوعيد بتعليق مفاوضات السيل التركي

اعلن وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الخميس ان موسكو وانقرة اللتين تشهدان أزمة مفتوحة منذ أن اسقط الطيران التركي مقاتلة روسية “علقتا” مفاوضاتهما حول مشروع انبوب الغاز توركش ستريم (السيل التركي) الذي كان يفترض ان يمد تركيا وعلى المدى الطويل جنوب اوروبا بالغاز. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن نوفاك قوله “في الوقت الراهن، المفاوضات معلقة”، موضحا ان اعمال اللجنة الاقتصادية المكلفة بهذا المشروع اوقفت في اطار اجراءات الرد التي اعتمدتها موسكو ضد انقرة.

واعلن عن مشروع توركش ستريم في نهاية 2014 اثر التخلي بشكل مفاجئ في اوج الازمة الاوكرانية عن مشروع ساوث ستريم الذي جمّده الاتحاد الاوروبي.
وكان الملف يراوح مكانه اساسا بسبب ما عزته موسكو الى الازمة السياسية في تركيا في الاشهر الماضية، إلا أن ذلك كان بشكل مؤقت حيث انتهت الانتخابات البرلمانية المبكرة والتي جرت في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني سجالات سياسية بين المعارضة وحزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم الذي استعاد اغلبيته البرلمانية.

وينص المشروع الاساسي على بدء الاعمال اعتبارا من منتصف 2015 والامدادات الاولى شركة غازبروم النفطية الروسية سابقا بأن القدرات لن تتجاوز 32 مليار متر مكعب. وكان مدير مجموعة غازبروم الكسي ميلر قد قال في وقت سابق الخميس ردا على سؤال حول مدى تقدم المفاوضات “اذا كانت تركيا تعتبر انها بحاجة لهذا المشروع، فعليها التوجه الينا” موضحا ان انقرة لم تقدم اي اقتراح.

وكانت غازبروم تعتزم جعل تركيا دولة العبور الجديدة الرئيسية لنقل الغاز الروسي الى اوروبا بدلا من اوكرانيا حاليا من خلال مشروع توركش ستريم، وسبق ان ابدت اليونان اهتمامها بتمديد الانبوب ليصل الى اراضيها بتمويل وعدت به موسكو.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص إسقاط تركيا مقاتلة روسية في سوريا:” لن نستعرض القوة بالسلاح ولكننا لن نكتفي بالطماطم”، في إشارة للعقوبات الاقتصادية. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص إسقاط تركيا مقاتلة روسية في سوريا:” لن نستعرض القوة بالسلاح ولكننا لن نكتفي بالطماطم”، في إشارة للعقوبات الاقتصادية.

وتبنت الحكومة الروسية إجراءات وقيود اقتصادية ضد تركيا وذلك على خلفية إسقاط الأخيرة قاذفة روسية من طراز “سو 24” في 24 من نوفمبر/تشرين الثاني على الحدود السورية. وفرضت موسكو حظرا على استيراد عدد من المنتجات الزراعية والمواد الغذائية من تركيا، وعلقت عمل اللجنة الحكومية الروسية التركية المختصة بالتجارة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما تضمنت الإجراءات فرض تأشيرات دخول على الرعايا الأتراك، وحظر استخدام الأيدي العاملة التركية في روسيا، بالإضافة إلى وقف رحلات الطيران غير المنتظمة “تشارتر” من وإلى تركيا، بينما يفترض أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ ابتداء من مطلع 2016. ومن المتوقع أن تهز الاجراءات الروسية الاقتصاد التركي المتعثر بالنظر إلى حجم العلاقات التجارية بين البلدين وبالنظر إلى تركيا تحصل على الغاز الروسي بشكل تفاضلي ومن غير المتاح لها سريعا ايجاد بديل للغاز الروسي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد بحث خلال زيارته الأخيرة لقطر امكانية أن يكون الغاز القطري بديلا للغاز الروسي.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى