أردوغان يعلن فوزه… رئيساً للمرة الثانية

منذ بدأ فرز أصوات نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة، التي أجريت اليوم في تركيا، لم تتوقف المعارضة عن التحذير من التلاعب الذي قد تقوم به السلطة، بنتائج هذا الاستحقاق الانتخابي الذي أجري تحت حالة الطوارئ، في ما يبدو أنه وفق النتائج الصادرة عن الإعلام الرسمي من جهة، ومنصات المعارضة من جهة ثانية، فإن رجب طيب أردوغان سيكون رئيس تركيا للمرة الثانية، في ثاني اقتراع مباشر للرئيس تشهده البلاد منذ عام 2014.

فيما أعلن أردوغان عن فوزه، لا زالت المعارضة تحاول بشدّة الحفاظ على معنويات مرتفعة، محذرةً ممثليها من مغادرة مراكز الاقتراع، حتى لو تمّ الإعلان في شكلٍ رسميّ عن فوز رجب طيب أردوغان في الانتخابات. ويتصدّر أردوغان نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، في شكلٍ مؤكد، لكن الغموض يحيط بما إذا كان قد تخطّى نسبة الـ50 في المئة التي تمنحه الرئاسة فوراً، من دون الحاجة إلى دورةٍ ثانية، مع عدم ثقة المعارضة بالأرقام الصادرة عن الإعلام الرسمي وتأكيدها أن الجولة الرئاسية الثانية ستتمّ. أكد أردوغان بدوره أن «الجماهير اختارتني رئيساً بناء على النتائج غير الرسمية».

وعلى رغم الفرق في الأرقام بين منصّة المعارضة بنسب الفرز والأصوات، لكنها تمنح رجب طيب أردوغان الصدارة أيضاً. وفق النتائج الصادرة عن وكالة «الأناضول»، فقد حصل رجب طيب أردوغان على نسبة 53 في المئة مع فرز 93 في المئة من الأصوات، في ما حصل مرشح «حزب الشعب الجمهوري»، محرم إينجه، على 30.6 في المئة.

بدورها، تحدّثت منصة المعارضة عن فرز حوالى 55 في المئة من الأصوات فقط، مانحةً إينجه نسبة 30 في المئة وأردوغان حوالى 52 في المئة.

أما بالنسبة لنتائج الانتخابات البرلمانية، فقد تبيّن بعد فرز حوالى 80 في المئة من صناديق الاقتراع، أن «تحالف الشعب» بقيادة «حزب العدالة والتنمية» ومعه «الحركة القومية»، قد حقّق غالبية بنسبة 54 في المئة تقريباً، وفق وسائل الإعلام الرسمية، فيما حقق «حزب العدالة والتنمية» منفرداً حوالى 42 في المئة من الأصوات، و11.9 في المئة للحركة القومية وهي نتيجة تفوق توقعات استطلاعات الرأي. أما «تحالف الأمة» المعارض، فقد حقّق حوالى 33 في المئة من الأصوات، من بينها 23.7 في المئة لـ«حزب الشعب الجمهوري».

كذلك، وفق تلك النتائج، نجح «حزب الشعوب الديموقراطي» بالحصول على 10.9 في المئة من الأصوات، أي تخطى عتبة 10 في المئة المسموح بها للدخول إلى البرلمان، فيما حصل مرشحه صلاح الدين دميرتاش على نسبة 7.6 في المئة في الانتخابات الرئاسية، وفق الإعلام الرسمي. وقد تمكن «حزب إيي» أيضاً من الحصول على هذه النسبة ليدخل إلى البرلمان للمرة الأولى، فيما حصلت مرشحته ميرال أكشنار على 7.5 في المئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

وقد شهدت هذه الانتخابات زخماً كبيراً من قبل المعارضة، بعدما أثار تقريب موعدها من عام 2019 جدلاً في البلاد، وبيّن حالةً من عدم الثقة تعيشها السلطة وترتبط بالمشكلات الاقتصادية المتزايدة. ويأتي ذلك فيما كان من المتوقع أن تحقق المعارضة نتيجةً جيدة في الانتخابات البرلمانية، وكذلك أن يتمكّن مرشح «حزب الشعب الجمهوري» من التنافس مع أردوغان في جولةٍ ثانية على الرئاسة. لكن يبدو أن ما قامت به المعارضة لم يكن كافياً في ظلّ النتائج، فيما سيحقق أردوغان حلمه باستكمال تطبيق النظام الرئاسي، الذي تمّ التصويت عليه في استفتاء في نيسان الماضي، وبالتالي سيبقى في سدّة الرئاسة حتى عام 2023.

في غضون ذلك، كان الرهان قائماً على إمكانية تحقيق المعارضة لغالبية برلمانية، مع تمكنها خلال حملتها الانتخابية من شحذ أدائها وتوحيد قواها في شكل غير مسبوق، خصوصاً أن محرم إينجه، شخصياً، قد حقّق شعبيةً كبيرة خلال فترة قصيرة، بعد إطلاقه وعوداً بإنهاء «الحكم الاستبدادي»، ورفع حالة الطوارئ.

المعارضة لا تفقد الأمل

منذ انتهاء التصويت، ومع بدء وسائل الإعلام الرسمية، مثل وكالة «الأناضول»، بإصدار النتائج تباعاً، سارعت المعارضة، خصوصاً «حزب الشعب الجمهوري»، بالدعوة إلى التريث وعدم الثقة بتلك الأرقام، معلنةً عن نتائج أخرى عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي. واعتبر الناطق باسم «حزب الشعب الجمهوري» أن الأرقام التي صدرت عن «الأناضول» غير دقيقة، مؤكداً أنها تخلق صورة مزيفة عن نتائج الانتخابات. بدوره، اتهم محرم إينجه الوكالة بالتلاعب من خلال إعلان النتائج من المقاطعات التي تفوّق فيها أردوغان بدايةً، موضحاً عبر موقع «تويتر» أن ممثّليه في مراكز الاقتراع لن يغادروها، وذلك بهدف تفادي حصول غش.

وفي وقتٍ سابق، وبعدما صوت في معقله في يالوفا (شمال غرب)، توجه إنجيه إلى أنقرة لانتظار النتائج أمام مقر الهيئة الانتخابية، مطالباً ممثلي الأحزاب بعدم مغادرة مكاتب التصويت حتى انتهاء الفرز.

في هذه الأثناء، لا تزال منصات المعارضة تتحدّث عن إمكانية تغيير كبير في النتائج، مع انتظار فرز بقية الأصوات في المدن الكبرى، داعيةً مناصري المعارضة إلى عدم فقدان الأمل.

ويأتي ذلك فيما اعتقلت السلطات التركية وفداً فرنسياً من الحزب الشيوعي، بينهم أحد أعضاء مجلس الشيوخ، أثناء محاولتهم مراقبة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما أعلن الحزب، وذلك لأن «السلطات التركية تريد خنق أي انتقاد للتزوير الواسع الجاري». كذلك، أعرب حزب المعارضة الرئيسي عن قلقه جراء عدد الشكاوى في شأن حدوث مخالفات في عملية التصويت في جنوب شرقي البلاد، مضيفاً أن قيادات في الحزب أكدت وقوع مخالفات في محافظة شانلي أورفا.

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى