إسرائيل تخشى من حصول حزب الله عليها

عبّرت مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة المُستوى عن تقديرها بأنْ تكون الصواريخ التي أطلقتها إيران يوم أمس الأوّل، الأحد، على أهداف لتنظيم “داعش” الإرهابيّ في سوريّة هي صواريخ أرض-أرض من نوع ذو الفقار، التي تُطلق من حوالي 700 كلم، على حدّ قولها.

وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيليّ إنّ صاروخ ذو الفقار هو صاروخٌ جديدٌ، وتصل دقّته إلى عشرات الأمتار، لكنّ مداه لا يصل إلى الدولة العبريّة، ونقلت القناة عن تقديرات في المؤسسة الأمنية احتمال أنْ تقوم إيران بتزويد حزب الله بهذا السلاح.

وأضاف تقرير القناة أنّ السياق التاريخيّ للقدرات العسكريّة الإيرانيّة يفيد بأنّ ظهور سلاح في إيران ابتداءً، يعني أنّه سيظهر لاحقًا لدى حزب الله في نهاية المطاف. وبحسب القناة، إن القلق من صاروخ كهذا (ذو الفقار) أنّه لا يهدد، مثلاً، مربع وزارة الأمن في تل أبيب، بلْ بإمكانه أنْ يصيب بدقة مبنى الأركان العامة أوْ أيّ هدفٍ استراتيجيٍّ آخر في إسرائيل.

من جهته، رأى مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة “هآرتس″ العبريّة، عاموس هارئيل، أنّ إيران استغلت انسحاب “داعش” وتحصنه في الموصل والرقة، في محاولةٍ للتوحيد بين مناطق سيطرة القوات الموالية للحكومة السوريّة غرب العراق ومناطق تحت سيطرة الرئيس بشار الأسد شرق سوريّة، على حدّ تعبير المُحلل، الذي اعتمد بطبيعة الحال على مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب.

وأضاف المُحلل قائلاً إنّه ينبغي النظر إلى إطلاق الصواريخ الإيرانية على “داعش” على أنّه عرض قوة، وبالإضافة إلى ذلك، تابع، فإنّ إطلاق الصواريخ هو بمثابة رسالة إلى كلٍّ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وروسيا والدولة العبريّة أيضًا، بأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران مستعدة لزيادة المراهنة في سوريّة لحماية ما استثمرته في حماية مصالحها الإستراتيجيّة هناك، عبر دعم الحكومة واستمرار تثبيت تأثيرها في العراق وسوريّة ولبنان، على حد تعبير المُحلل الإسرائيليّ.

المُحلل هارئيل نقل عن مصادره الأمنيّة قولها إنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة ما زالت تعيش أزمة حرب فيتنام، وتخشى أكثر من كلّ شيء أنْ يقودها التدّخل العسكريّ في سوريّة إلى مهمةٍ مُتدحرجةٍ، أيْ التورّط في حرب مثلما تورّطت في حرب فيتنام في سنوات الستين من القرن الماضي.

إلى ذلك، قالت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، إنّه في نهاية أيّار (مايو) 2017 أعلن وزير الدفاع الأمريكي الجنرال جيمس ماتيس أنّه طرأ تغيير على الإستراتيجيّة الأمريكيّة في الحرب على تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، وأنّ جوهره الانتقال من “الاستنزاف” إلى السياسة الموجهة لـ “التدمير”.

علاوة على ذلك، أوضح ماتيس أنّ التوجه الأمريكيّ يستهدف منع المقاتلين الأجانب في صفوف “الدولة الإسلاميّة” من النجاة من الحرب والعودة إلى أوطانهم الأصلية أوْ الانتقال إلى العمل في أماكن أخرى مثل شمال أفريقيا وأمريكا وآسيا، وأضاف ماتيس قائلاً إنّ الإصابات المدنيّة هي حقيقة واقعة في مثل هذا الوضع، لكنّه أوضح أنّ قوات الولايات المتحدة مستمرة ببذل جهود واضحة رغم التفكير في الحاجة العسكرية لمنع وقوع ضحايا في أوساط المدنيين. إلى ذلك، أضافت الدراسة، فقد لوحظ أنّه ومنذ دخول الرئيس ترامب منصبه ارتفع عدد المصابين المدنيين في الهجمات ضدّ “داعش” في العراق وسوريّة.

وأردفت الدراسة قائلةً إنّه في الخامس من شهر حزيران (يونيو) بدأ هجوم التحالف الدوليّ بقيادة الولايات المتحدة على مدينة الرقة، عاصمة “الدولة الإسلامية” في سوريّة، وبحسب تقارير أوردتها عناصر الأمم المتحدة قُتل 88 مدنيًا في الهجمات الجوية، وحوالي 30 من القتلى هم من الشباب والأطفال والنساء.

قبل ذلك وفي نهاية أيّار (مايو)، ورد تقرير حول هجومين جويين آخرين لطائرات التحالف، في أحدهما قُتل 20 مواطنًا هربوا من الرقة و31 في الهجوم الثاني، رغم أنّه ما يزال من غير الممكن الحسم بأنّ المقصود تغيير حقيقيّ فيما يخص السياسة السابقة بخصوص أوامر إطلاق النار ومنع وقوع أضرار جانبية من أجل تقليص إصابة المدنيين، وما يزال شكل الهجمات وعدد المصابين يمكن أنْ يشير إلى اعتماد سياسة أكثر تساهلًا في إطلاق النار والهجوم الجويّ ممّا كان عليه الأمر زمن نظام أوباما، حيث تشدّدّت للغاية سياسة منع وقوع أضرار جانبية، بل قيل إنّ النظام تطلع إلى صفر في المصابين المدنيين، قالت الدراسة الإسرائيليّة.

وشدّدّت الدراسة على أنّ السيناريو الأسوأ بالنسبة لإسرائيل هو اقتراب قوّات الجيش العربيّ السوريّ إلى الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة-السوريّة، لافتةً إلى أنّ تل أبيب أعلنت رسميًا عن أنّه ستُعيق وتُفشل دخول قوّاتٍ تابعةٍ للحرس الثوريّ الإيرانيّ ومنظمة حزب الله اللبنانيّة إلى المنطقة، خشية فتح جبهةٍ جديدةٍ، كما كان الوضع في جنوب لبنان قبل تحريره من الاحتلال الإسرائيليّ في أيّار (مايو) من العام 2000.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى