إعلان وفاة دونالد ترامب انتخابيا!

نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية، مقال للكاتب إريك شيفر، وهو خبير عالمي في الإستراتيجية السياسية، نعى فيه حملة المرشح الرئاسي دونالد ترامب لعام 2016، عازياً الأسباب لبرامج “الترفيه والتسلية” التي اعتمدها ترامب لتغذية حملته الانتخابية.

ويقول المقال إنه عوضاً عن انجذاب الناس له، استند عمل ترامب لردود أفعال سطحية قادت إلى صراع مشحون عاطفياً. وقبل تعيين مديرة حملته الجديدة، كيليان كونواي، اعتاد ترامب على التلفظ بعبارات مبتذلة وسوقية ناتجة عن شعوره بالغضب أو الاشمئزاز.

ويشير الكاتب إلى أن تعليقات ترامب نادراً ما تأتي صدفة، بل هي تقريباً مدروسة. وسواء كان يدعو دولاً أجنبية لاختراق خوادم وبريد إلكتروني أمريكي، أو ينتقد والدين فقدا ابنهما أثناء خدمته في الجيش الأمريكي، استسلم ترامب لغرائزه الضحلة، وأثار وسائل الإعلام ضده. وقد صاغ مؤامرات غامضة عدت جزءاً من وسائل الترفيه، ونشر الشائعات.

ويرى شيفر، أن إستراتيجية ترامب تقوم على غموض لأنه يخدمه في إيصال رسالته، حيث يفسر كل فريق من المستمعين تصريحاته وفقاً لهواه. وهو يعتقد أن الغموض يقود للقبول، ما لم يتخط ذلك قواعد الإقناع الرئاسي.

وقد كشف استطلاع أخير لمؤسسة بلومبرغ، أن ٦١٪ من الناخبين المحتملين لترامب باتوا اليوم أقل إعجاباً بذكائه التجاري. فقد كان الحديث يدور دوماً حول عبقريته الاقتصادية، وكيف تعلم الاستفادة من صفقات ومبيعات مربحة.

وبحسب الكاتب فقد برع ترامب في تحطيم الأرقام القياسية في تصدر أخباره عناوين الصحافة. فكيف يمكن لوم وسائل الإعلام، بعدما غذاه طوال أكثر من عام بتصريحاته المثيرة للجدل وزود الصحافيين بتصريحات يومية أشبه ما يكون بضجيج إعلامي فارغ.

وكانت الضربة الكبرى التي وجهها ترامب لنفسه، عندما سخر من أسرة خان. فقد بلغت وسيلته للترفيه بالصدمة يومها أقصى درجاتها، وكشفت عن مرشح عنصري يخلو من العاطفة والروح الأمريكية.

من ثم جاء المسمار الأخير لإغلاق ملف ترشح ترامب للرئاسة، عندما طالب بقتل هيلاري كلينتون، واتهام أوباما بإنشاء داعش. بدا ترامب حينها، كأنه يقدم برنامجاً ترفيهياً، ولكن من المؤكد، بحسب شيفر، تحول عدد كبير من الناخبين والمستقلين عن تأييده، بمعنى أنهم لا بد أن يكونوا قد أغلقوا القناة التي تروج لحملته، واختاروا قناة أخرى.

موقع الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى