اختراق شكلي في جنيف، وتخوف سوري من ترامب !

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة:

آخر مفاعيل مباحثات جنيف التي أظهرت أن شيئا جديدا يتحرك داخل أروقة الاجتماعات هي أن هناك معطيين برزا في واجهة الحدث في الساعات الأخيرة، وهما:
القبول السوري بمناقشة موضوع الانتقال السياسي مع ملف الارهاب، والثاني وصول وفد روسي يتحرك بوضوح لتحقيق اختراق في الشكل والمضمون.
وعلى هامش هذين المعطيين يتحرك الجانب الروسي لتقريب وجهات النظر والتأسيس لجولات جديدة تقوم على حوار فعلي سواء في جنيف أو في أستانة، وقد نجح في تحقيق هذا الهدف الشكلي، ويسعى سريعا لوضع أرضية له مع ديمستورا الذي يحاول بدوره ترك أثر ما قبل استباله..!

والغريب في هذا الجانب بروز تخوف سوري واضح من الجانب الأمريكي عكسته الصحافة، وقد يكون هذا التخوف دافعا لتحقيق إنجاز ما في جنيف يفتح الطريق على الحل الروسي ويدفعه إلأى الأمام بدلا من امتطاء الحصان الأمريكي لحل قد يأخذ الجميع إلى مهب الريح !
فقد لاحظت صحيفة الثورة في افتتاحية اليوم / الخميس أن السياسة الأميركية القادمة ليست على نسق واحد، لكنها لا تخرج عن المفاهيم العامة التي تحكم العناوين الأساسية، وإن جاءت في ظل مقاربة أقرب إلى التغيير في المفردات والمصطلحات، حيث الفارق بين ما كان سائداً، وما ينوي ترامب العمل عليه أن ما أخذه من هذا الجانب قام بإضافته إلى موقع آخر قد يكون أشد خطراً من سابقه.‏‏

وعادت صحيفة البعث بدورها للحديث في افتتاحيتها في اليوم نفسه عن خيار المقاومة فنبهت إلى أنه لا بدّ من تأكيد خطأ الاطمئنان إلى أي مسار سياسي، أو تسوية مع الأعداء التاريخيين للمشروع الوطني العروبي: التحالف الصهيو-أطلسي- الرجعي العربي. وإذا كان هناك من يظنّ أنّ هذا المشروع صار حلماً أو سراباً بسبب الواقع المرير للدولة الوطنيّة العربيّة..

وانكفأت تشرين وهي التي تعرف بقربها من مصادر القرار عن تحديد موقف إزاء مايحصل واكتفى رئيس تحريرها الجديد محمد البيرق بمقاله السابق الذي يطرح في أسئلة أكثر مما يقدم إجابات ..
في جنيف حصل شيء آخر، فقد قالت وكالة الأنباء السورية أن الوفد السوري مرتاح في جنيف، وهذا يقدم صورة معاكسة لمضمون تلك الافتتاحيات لأن ذلك مرده إلى حصول شيء جديد بعد وصول الوفد الروسي الذي يرأسه نائب وزير الخارجية، غينادي غاتيلوف، إلى جنيف وما جرى هناك من تواصل نوعي أسفر عن تحديد موعدين لجنيف 5 وأستانة 3 ، فيما نقلت تصريحات عن رئيس الوفد المعارض أشار فيه لأن الجانب الروسي دفع الأمور باتجاه القبول بالحوار على موضوع الانتقال السياسي .

هل يمكن القول إن هناك اختراقا حصل، وإذا الاختراق شكليا، فهل يمكن البناء عليه؟ قبل الاجابة على السؤال، من المفيد الانتباه إلى أن طبيعة مايجري في جنيف لايزال ينتظر الآليات التي تتبلور في البيت الأبيض وإدارته الجديدة إزاء الملف السوري، وهذا هو السبب في تخوف صحافة دمشق !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى