الخطة “باء” بدأت في سوريا وتركيا دخلت على خط المواجهة… (أنطوان الحايك)

 

أنطوان الحايك

لم يعد خافيًا على متابعي الملف السوري وتفاصيله المملة أنّ المحور الأميركي العربي تحول في سوريا إلى تنفيذ الخطة "باء" بعد أن ثبت لديه بأنّ الخطة الأساسية القاضية بإسقاط الرئبس بشار الأسد من بوابة العاصمة دمشق لم يكتب لها النجاح  بعد فشل المعارضة في اقتحام العاصمة من بوابة الغوطة الشرقية ودرعا وبالتالي نجاح الجيش في السيطرة شبه الكاملة على المعابر الحدودية الممتدة من شمال لبنان إلى الحدود مع الاردن أكان بالنار أم بالحسم العسكري.
في هذا السياق، كشف دبلوماسي شرقي عن رابطٍ مباشر بين هذا الأمر ومعارك الشمال السوري وكذلك دخول تركيا على خط المواجهة، مؤكدًا أنّ تبدل التكتيكات السياسية والعسكرية  أصبح أمرًا واقعًا، خصوصًا أنّ تركيا ومن يقف وراءها يدركون تمامًا أنهم يقاتلون طواحين الهواء ويخوضون معركة خاسرة سلفا لعلمهم اليقين بأنّه لا سوريا ولا إيران ولا حتى موسكو ستسمح باقتحام عرين العلويين في ريف اللادقية وريفها، كما أنّ هذا المحور يرفض قطعًا وصول الأذرع التركية أو السعودية إلى شاطئ البحر مهما كانت النتائج المترتبة ومهما بلغ ثمن الحرب لاستيعاب صدمة الهجوم المنسق تركيًا وغربيًا ومن استعادة المبادرة لاجهاض مشروع إقامة دولة اسلامية على الحدود التركية – السورية.
ليس بعيدًا عن ذلك، يكشف الدبلوماسي عن مضمون تقرير اطلعت "النشرة" على نسخة منه تفيد بأنّ الهدف الرئيسي من نقل المعركة إلى اللاذقية هو الوصول فعلا إلى منفذ بحري، ولكن ليس لتسليح المعارضة كما يخيل للبعض على اعتبار أنّ الحدود التركية مفتوحة على مصراعيها للتسليح كما أنّ الحدود الأردنية مفتوحة أمام إقامة معسكرات التدريب وتسلل المسلحين بأسلحتهم الخفيفة اللازمة للالتحاق بجبهات القتال، بل للاقتراب من الأسطول الروسي الراسي في طرطوس وجعله في دائرة الخطر الارهابي أولا، ولفرض سيطرة ولو محدودة على منابع الغاز والنفط، لاسيما بعد أن أثبتت التقارير العلمية التي أجمع عليها الخبراء الغربيين والروس على حد سواء على وجود كميات هائلة من النفط والغاز على السواحل السورية وبكميات تصلح لتكوين احتياط استراتيجي يكفي لعقود طويلة الامد.
ما يعزّز هذا التأكيد بالنسبة للدبلوماسي هو احتفاظ المخابرات التركية والاميركية لنفسهما بقيادة معركة الشمال السوري تخطيطا وتنفيذا حرصًا على نجاحها باعتبارها المحاولة الاخيرة المتبقية لتنفيذ الاهداف المطروحة وهي باتت تختصر بتقسيم سوريا بعد أن كانت إسقاط نظامها وتحويلها إلى دولة نفطية هشة تتحكم فيها الفوضى على غرار ما حصل ويحصل في العراق حيث الفرصة متاحة لاستخراج النفط من قبل المافيات الاميركية من دون حسيب ولا رقيب ولا ضوابط اقتصادية او تقيد بالكميات المطلوبة من قبل منظمة "الاوبيك".
غير أنّ الدبلوماسي يستطرد سريعًا بالتأكيد أنّ الأمور قاربت الخروج عن دائرة السيطرة خصوصًا أنّ ما يجري في المنطقة هو تنفيذ لأجندة دولية محكمة البنود وشديدة التعقيد، بحيث تداخل الشأن السياسي بالنفوذ الاقتصادي، فضلا عن السباق المحموم للسيطرة على منابع النفط وممراتها في ظل سباق محموم بين ضمان المصالح المتناقضة من جهة أو الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب الباردة من المرجح أن تدخل تركيا على خطها العسكري بما يهدد العلاقات الدولية لسبب جوهري وهو أنّ تركيا عضو في حلف شمال الاطلسي "الناتو" والرد عليها عسكريا قد يدفع بالحلف إلى التقيد بقوانينه الداخلية التي تلحظ المساعدة المباشرة في حال التعرض لاعتداء عسكري، وهنا بيت القصيد والهدف الأميركي الأبعد وما إذا كان توريط تركيا أو العودة إلى نغمة التدخل العسكري في سوريا.

الالكترونية اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى