“الدولة الإسلاميّة” تقترب

دفع تنامي الإرهاب في شبه جزيرة سيناء إسرائيل إلى الموافقة على خرق المُلحق الأمنيّ لاتفاق السلام مع مصر، كامب-ديفيد، حيث سمحت للجيش المصريّ بإدخال العتاد والعديد إلى المنطقة بهدف محاربة تنظيم “داعش” الإجراميّ، ليس من أجل المُحافظة على الأمن القوميّ المصريّ، بل من خشيتها أنْ يقوم هذا التنظيم الإرهابيّ بتوجيه عملياته إلى العمق الإسرائيليّ، وهو الأمر الذي تستبعده الدوائر الأمنيّة في تل أبيب، على الأقّل في هذه المرحلة.

ونقل موقع (YNET) الإخباريّ-الإسرائيليّ عن مصادر أمنيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب قولها إنّ العدو الرئيسيّ لولاية سيناء لا يزال النظام المصريّ، كما أنه لا يرى إسرائيل عدوه الأول. وعلى الرغم من ذلك، تابع الموقع العبريّ، فإنّه خلال الشهور الأخيرة باتت إسرائيل عدوًا مهمًا بالنسبة إلى التنظيم، خاصة بعد انخراط عدد من الغزيين السلفيين، الذين يرون الصراع مع إسرائيل متجذراً في أيديولوجيتهم، ولفتت المصادر عينها إلى أنّ ولاية سيناء، وبناءً على تقارير إعلاميّةٍ، يعتقد أنّ إسرائيل تُساند القوات المصريّة في حربها ضدّه، على حدّ تعبيرها.

في سياق ذي صلة، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، نقلاً عن مصادر أمنيّة وصفتها بالمطلعة جدًا في تل أبيب، ذكرت أنّ إسرائيل تدرك أنّ أيّ عملية لتنظيم “داعش” الإرهابيّ على الحدود الإسرائيلية-المصرية، هي على ما يبدو مسألة وقت فقط، وقد عزت المصادر ذلك إلى العمليات الضّخمة التي يقوم بها التنظيم ضد القوات المصرية.

وأضافت الصحيفة أنّ المسؤول عن حماية هذه المنطقة هو لواء “ساغي” التابع لفرقة “أدوم” في قيادة المنطقة الجنوبية، وهو لواء تمّ تشكيله في العام 2007 بهدف معالجة مشكلة التسلل، فيما تتولّى هذه المهمة من الجانب المصريّ قوات حرس الحدود المصرية التي تكبّدت في السنوات الأخيرة خسائر فادحة في حربها ضد فرع “داعش” في سيناء، وهو المعروف باسم “ولاية سيناء”.

وبحسب الصحيفة، فإنّ هذه القوات لها مواقع محصّنة أكثر من أيّ وقت مضى وتتمركز على بعد نصف كيلومتر من بعضها بعضًا، فأحد الأمور التي لا يمكن التغاضي عنها هو أن نفس هذه المواقع منفذها إسرائيل ووجهتها داخل العمق المصري.
وفي هذا الإطار، قال مصدر عسكريّ إسرائيليّ للصحيفة العبريّة إنّ المصريين يديرون ظهورهم إلينا وينظرون داخل سيناء، مشيرًا إلى أنّ التحدي الرئيسي هو غياب العمق، ونحن نرى مصر وأنفسنا والسياج عاجزين عن كبح المخربين، على حدّ تعبيره.

وأشارت الصحيفة بحسب المصدر العسكري إلى أنّ أحد سيناريوهات الرعب لدينا هو محاولة تسلل شاحنة مفخخة من معبر نيتسانا الحدوديّ إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وهو ليس مستبعدًا، كما أكّد.
ولفتت المصادر عينها، كما قالت الصحيفة، إلى أنّ مكافحة العناصر الإرهابيّة في سيناء بدأت منذ تنحية الرئيس المصري محمد مرسي عن كرسي الرئاسة، ومنذ ذلك الحين، اندلعت حرب حقيقية في سيناء وعندها سمحت إسرائيل للمصريين بالعمل في المنطقة ضدّ المخربين، بالرغم من أنه بموجب اتفاقية السلام محظور على مصر العمل بشكلٍ واسع النطاق إلى هذا الحد في سيناء.

وختمت الصحيفة بالقول إنهم في إسرائيل يتابعون باهتمام ما يحدث ويشاركون المصريين بكل ما هو منوط بحماية الحدود، انطلاقًا من مفهوم واضح بأنّ التنظيم يسعى في نهاية المطاف لتنفيذ عملية إرهابية ضد الدولة العبريّة.
في السياق عينه، أفاد موقع (WALLA)، الإخباريّ-العبريّ، التي استند إلى مصادر مطلعّة في قيادة لواء الجنوب بالجيش الإسرائيليّ، أنّ المُستوى العسكريّ والأمنيّ، وحتى السياسيّ، يُقّرون بأنّ الوضع في شبه جزيرة سيناء، بات خطيرًا للغاية، بالنسبة للجيش المصريّ، على وقع تنامي قوّة تنظيم (ولاية سيناء).

ونقل مُحلل الشؤون العسكريّة في الموقع، عن مصدرٍ أمنيٍّ رفيع المُستوى في القيادة الجنوبيّة لجيش الاحتلال، قوله إنّ العدو، الذي يتعامل معه الجيش المصريّ، هو عدو ذكيّ جدًا، ويعمل بشكلٍ سريٍّ للغاية، مُشدّدًا على أنّ العدو، إذا قام بعمليةٍ ضدّ الجيش المصريّ، فإنّها تكون مؤلمةً ومُوجعةً للغاية، بحسب توصيفه. بالإضافة إلى ذك، رأى المصدر الإسرائيليّ، أنّ أحد العوامل التي تعمل في صالح الإرهابيين في سيناء، يكمن في أنّ السكّان يدعمونهم ويُشكّلون بالتالي بيئةً حاضنةً لهم.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى