الولايات المتحدة في رسالة إلى فصائل الجنوب.. لا تتوقّعوا منّا التدخل

مع بدء معركة جنوب سوريا التي يخوضها الجيش السوري ضد فصائل مسلحة في منطقة حوران والقنيطرة على الحدود السورية مع الاحتلال الاسرائيلي، تخلت الولايات المتحدة الأمريكية رسميا عن الفصائل المسلحة في الجنوب وتركتهم لمصيرهم، بعد أن كانت هذه الفصائل تعول خلال الأسابيع الماضية على التحذيرات الأمريكية للجيش السوري من مغبة إقدامه على الحسم العسكري.

وحسب رسالة مسربة من الجانب الأمريكي وصلت للفصائل أمس السبت، جاء في مضمونها “نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن، ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري يخرق منطقة تخفيف التوتر في جنوب غربي سوريا”.

وقالت الرسالة “نفهم أنكم يجب اتخاذ قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم كما ترونها، وينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا”.

وأكد المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات الجنوب المركزية، رائد الراضي، مضمون الرسالة.

وقال لمواقع تابعة للمعارضة السورية إن المواجهات العسكرية تدور على كامل خطوط الجبهات بريف درعا الشرقي. وأفادت مصدر ميداني لـ”رأي اليوم “أن الجيش السوري بسط سيطرته على قرى الشومرة والمدورة والعلالي وبرغشة والشياحات، وسط مواجهات مستمرة حتى الآن. وأضافت المصادر أن التقدم يتركز على محور أقصى الشمال الغربي للسويداء باتجاه منطقة اللجاة، إلى جانب محاور بلدة مسيكة وبصر الحرير.

كما كشف المصدر لصحيفتنا أن الجيش السوري تلقى طلبات للمصالحة ووقف القتال من العديد من التجمعات العسكرية عبر وجهاء تلك المناطق والقرى، وجرى ذلك في قرية الاصلحة والكرك الشرقي وغيرها من القرى في ريف درعا.

وتزامنت هذه التطورات مع بدء أولى الغارات الروسية السبت على معاقل الفصائل المسلحة في درعا حيث تركز القصف على مناطق الريف الشرقي، ومع أول تعليق روسي على بدء القتال جاء بشكل بيان صادر عن وزراة الدفاع الروسية اتَّهمت فيه “هيئة تحرير الشام” بالهجوم على مواقع الجيش السوري في الجنوب.

وقال البيان إن “أكثر من ألف مسلح من جبهة النصرة، هاجموا الجمعة مواقع الجيش السوري، في منطقة تخفيف التوتر جنوبي سوريا، ما أسفر عن مقتل خمسة جنود وإصابة 19 آخرين من قوات الجيش السوري، في هجوم “النصرة” على محيط منطقتي داما ودير داما، في ريف السويداء الغربي.

وأشارت كذلك إلى أن الهجوم أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين، متهمة المسلحين بقصف المنازل واستهداف السكان، في قرى الريف الغربي للسويداء حسب بيان الوزارة.

وتدل تطورات الأيام الأولى للمعركة عن إمكانية حسم سريع لمعركة تتشابك فيها المصالح الدولية والإقليمية في منطقة حدودية حساسة. ويعتبر هدف القوات السورية السيطرة على تل الحارة في الجنوب مفتاح المعركة لجهة الإشراف على مناطق شاسعة في درعا والقنيطرة تؤمن له سيطرة نارية متفوقه على معظم المناطق التي تخضع لسيطرة الفصائل العسكرية في الجنوب، وإذا صحَّت رسالة الولايات المتحدة لفصائل الجنوب فإن الموقف الإسرائيلي ما يزال غامضا لجهة التحرك لإنقاذ فصائل اعتمدت على الدعم المقدم من تل أبيب وعلى الخدمات الطبية التي تقدمها مشافي الاحتلال.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى