بعد آيزنكوط: رئيس الموساد زار واشنطن سرًا لبحث التمركز الإيرانيّ بسوريّة

كما كان متوقعًا، وجريًا على العادة الإسرائيليّة، لم تُعلن دولة الاحتلال مسؤوليتها عن قصف قاعدة T4 في سوريّة الليلة الماضية، واكتفى الإعلام العبريّ، الخاضع كليًا، للرقابة العسكريّة الصارمة في تل أبيب، باقتباس النبأ الذي عممته وكالة الأنباء السوريّة الرسميّة (سانا) حول العدوان، دون أيّ تعقيبٍ، لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، وغنيٌ عن القول إنّ أقطاب دولة الاحتلال، لم يتناولوا قضية العدوان بتاتًا.

العدوان المنسوب لإسرائيل، جاء قبل ثلاثة أيّامٍ من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا، حيث سيجتمع هناك إلى الرئيس فلاديمير بوتن، وفي هذا السياق صرحّ نتنياهو قُبيل افتتاح جلسة الحكومة الأسبوعيّة إنّه خلال زيارته لموسكو سيُجدّد التأكيد على أنّ إسرائيل لن تقبل بأيّ تموضعٍ عسكريٍّ إيرانيٍّ في سوريّة، وليس فقط في الجنوب السوريّ، وأضاف قائلاً إنّه سيطلب من صنّاع القرار في روسيا الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين دولة الاحتلال وسوريّة منذ عام 1974، على حدّ تعبيره. وسيكون هذا اللقاء الثالث بين نتنياهو وبوتين منذ بداية العام، آخرها كان في الـ9 من أيّار (مايو) الماضي في موسكو.

على صلةٍ بما سلف، كشف موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، النقاب عن زيارةٍ سريّةٍ لرئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) يوسي كوهن، الأسبوع الماضي إلى العاصمة الأمريكيّة واشنطن، حيث اجتمع خلالها مع مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأمريكيّة وكان الموضوع الإيرانيّ على رأس جدول الأعمال، بحسب ما شدّدّ عليه الموقع، استنادًا إلى مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب وصفها بأنّها رفيعة المُستوى.

وتابع الموقع العبريّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الزيارة تأتي ضمن التنسيق المشترك بين البلدين في هذا الموضوع، وقد جاءت رحلة كوهن قبل أيام من اللقاء المهم الذي جمع الرئيس الإيراني حسن روحاني مع القادة الأوربيين في فيينا الجمعة الماضية في محاولة لتقديم حزمة ضمانات لإيران لإبقائها في الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن.

كما جاءت الزيارة أيضًا على خلفية التقارير حول المشاورات الإستراتيجيّة بين الولايات المتحدة وروسيا ودولة الاحتلال حول الأزمة السوريّة، حيث يتوقع أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين نهاية الأسبوع الحالي في هلسنكي، وقالت تقارير صحفية إنّ صفقات كبرى بخصوص سوريّة والقرم وإيران قد تُبرم في القمّة.

إضافةً إلى ذلك، فإنّ هذه الزيارة التي قام بها كوهن تستبق زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى موسكو الأربعاء للقاء بوتين أيضًا ، لمناقشة استمرار التنسيق بين الجانبين، خصوصًا بعد التطورات الأخيرة في جنوب سوريّة واستعادة الجيش السوري السيطرة على مساحاتٍ واسعةٍ من محافظة درعا، ومن بينها معبر نصيب الحدوديّ مع الأردن.

علاوةً على ذلك، جاءت زيارة كوهين إلى واشنطن، بُعيد زيارة قائد هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط إلى أمريكا، الذي ناقش مع المسؤولين الأمريكيين مسألة استعادة الجيش السوريّ السيطرة على الجنوب، وسبل مُواجهة إيران، إذا اقتربت إلى الحدود مع إسرائيل.

على صلةٍ بما سلف، نقل مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، قولها إنّ قادة جميع الأذرع الأمنيّة في الدولة العبريّة يدفعون باتجاه سياسةٍ صارمةٍ وواضحةٍ ضدّ التواجد الإيرانيّ في سوريّة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ هذا التوجّه تمّ عرضه أخيرًا على المُستوى السياسيّ الإسرائيليّ.

وأشارت المصادر عينها إلى أنّ وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، والقائد العّام لهيئة الأركان في جيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، أوضحا في الفترة الأخيرة، وفي عدّة مناسباتٍ أنّ تثبيت التمركز العسكريّ الإيرانيّ في سوريّة سيُعتبر بمثابة خطٍّ أحمرٍ وأنّ إسرائيل ستنشط عسكريًا من أجل الحفاظ على مصالحها الأمنيّة، بحسب أقوالهما.

وفي هذا السياق، قال وزير شؤون الاستخبارات وعضو المجلس الوزاريّ الأمنيّ والسياسيّ المصغر، يسرائيل كاتس، إنّ الدولة العبريّة لن تسمح لإيران بالتمركز العسكريّ في سوريّة، ولن تسمح لها بإنشاء مرفأ بحريّ ولا مطار ولا أسلحة إستراتيجيّة تُشكّل تهديدًا على إسرائيل أوْ على القدرات الإسرائيليّة، وتابع قائلاً إنّ هذا الخط الأحمر الذي وضعناه ودائمًا سنلتزم هذا الخط، بحسب تعبيره.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى