بماذا ندعو الله لسوريا في عيد الفطر السعيد؟ (ضياء الفاهوم)

 
ضياء الفاهوم

لم ينجح المتقاتلون السوريون حتى الآن للأسف الشديد بوقف سفك الدماء الغزير والحيلولة دون وقوع المزيد من المصائب والأحزان والدمار. وهذا أمر خطير يعرض الشقيقة العزيزة سورية إلى مخاطر مرعبة منها ازدياد سفك الدماء وخراب البيوت و الحقد والضغائن بين أبناء الوطن الواحد وربما إلى انهيارات اقتصادية في كافة الحقول وأشياء أخطر لا قدر الله.
يا ليت لو أن إخوتنا في سورية يلتفتون إلى قواعد الحكم التي توصلت إليها دول عديدة في العالم ويأخذونها بعين الاعتبار قبل فوات الأوان لإنقاذ إحدى أحلى بلاد الدنيا مما أوقعها فيه أهلها من مصائب. ومن المفروض أن تكون قد وضحت لكل الناس هذه القواعد التي لم يعيبها الاستفادة من الحضارة التي صنعها الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه والتي ترتكز على الحرية والديمقراطية والعدل وسيادة القانون والتسامح والمحبة والتعاون لما فيه الخير لجميع عباد الله.
الذين يريدون إسقاط النظام في سوريا وأنصارهم يصفون ما يجري في سورية بأنه ثورة شعبية على نظام حكم غاشم استمرأ ظلم الناس واستعبادهم ولا يريدون استمرار هذا النظام، ويرون أن الأجدى للدكتور بشار الأسد ومعاونيه أن يرحلوا لتجنيب سورية مزيدا من الدمار والحيلولة دون إراقة المزيد من الدماء والعبث بالمقدرات والتفنن في استعمال كافة أشكال الأسلحة.
أما الذين يؤيدون نظام الحكم في سورية فيصفونه بالنظام العربي المقاوم الذي يدعم المقاومين في جنوب لبنان وقطاع غزة وفي كل مكان وأنه هو الذي يؤرق إسرائيل بتعاون كبير مع روسيا والصين وغيرهما من الدول وخاصة مع إيران التي يرون أن التعاون معها يعود بمنافع كثيرة للبلدين أهمها مواجهة المصاعب التي تسببها لهما إسرائيل ودول غربية كثيرة.
وأما الحائرون بشأن ما يجري في سوريا فيرون أن على من يحب سوريا أن يضحي من أجلها ومن أجل كل مواطنيها ووحدتهم الوطنية التي أصابها شرخ مؤلم بكل المقاييس للأسف الشديد، ستر الله سورية الشقيقة من عواقبه، وهم يأملون بأن ينجح العالم بإقناع الإخوة الأعداء المتقاتلين باللجوء إلى الحكمة والتعقل وطلب المستطاع وعدم المبالغة في المطالب خاصة بعد أن صرح بعض أقطاب المعارضة بأنهم قد ضاقوا ذرعا بالتصريحات المؤيدة لشعبهم وحقوقه الإنسانية دون أفعال ترقى لتخليص بلاده من دمار شامل.
وقد وصف كثيرون من العرب والمسلمين وشرفاء العالم تفاقم الأوضاع في سوريا واستشهاد الآلاف من أبنائها والدمار الهائل الذي أحاق بها بأنه قد سبب لهم حالة من الحيرة والضيق والحزن العميق، وأعربوا عن رأيهم بأن تفاقم الأوضاع بشكل مأساوي مرير، وخاصة في شهر رمضان المبارك، عكر صفو ملايين المسلمين في أنحاء العالم وحال بشكل كبير دون فرحهم في عيد الفطر السعيد.
ورغم كل المعيقات والظروف الصعبة التي تواجهها سوريا الحبيبة فإننا نتوجه بالدعاء إلى الباري عز وجل في عيد الفطر السعيد أن يبعد عنها كل مكروه وأن يهدي جميع أهلها إلى أعلى درجات التضحية وضبط النفس من أجل حماية وحدتها الوطنية وتقدمها وازدهارها وكرامة شعبها وتمتعه بحقوقه الكاملة بتسامح عظيم صادق مقرون بالسير على خطى ثابتة نحو مستقبل مشرق لجزء عزيز من بلاد الشام ولجميع أهله إنه سميع مجيب الدعاء والقادر على كل شيء.

 

صحيفة الدستور الأردنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى