تل أبيب: صواريخ الـ”غراد” التي بحوزة حزب الله وحماس هي التهديد الأخطر والأكبر

أصبح واضحًا وجليًّا أنّ إسرائيل قد تُقدم على حربٍ ضدّ لبنان بهدف تصفية حزب الله، علمًا أنّ وزير أمنها، أفيغدور ليبرمان، كان قد صرحّ أخيرًا أنّ كيان الاحتلال لم ينتصر في أيّ حربٍ منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967 (النكسة).

الإعلام العبريّ، الذي يعكس آراء المُستويين السياسيّ والأمنيّ في تل أبيب، يعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على تهيئة الرأي العّام في الدولة العبريّة بأنّ القادم سيكون مُختلفًا وجوهريًا عمّا كان في الماضي، مع التشديد على أنّ العمق الإسرائيليّ، برغم التفوّق العسكريّ، سيتحوّل إلى ساحة قتالٍ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، بالإضافة إلى التأكيد على أنّ الجبهة الداخليّة غيرُ مُستعدّةٍ لتحمّل أربعة آلاف صاروخ سيقوم حزب الله بإطلاقها في اليوم الأوّل من الحرب، كما كانت قد ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة قبل عدّة أسابيع، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ في إسرائيل.

في هذا السياق، كشف جنرال رفيع المُستوى في الجبهة الداخليّة في حديثٍ أدلى به لموقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ، كشف النقاب عن أنّ المدى الأكثر تعرَضا للخطر الكبير يصل إلى أربعين كيلومترًا في الشمال وفي الجنوب على حدٍّ سواء، مُشدّدًا على أنّ القذيفة من طراز “غراد”، تُعتبر الخطر المُحدّق الذي يُخيف المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، لافتًا إلى أنّ حركتي حزب الله وحماس تملكان كمياتٍ كبيرةٍ من هذه القذائف، بالإضافة إلى تنظيماتٍ أخرى في قطاع غزّة وفي شبه جزيرة سيناء، على حدّ تعبيره.

وزعم الجنرال أنّ المناطق الأقّل عُرضةً للخطر هي الضفّة الغربيّة المُحتلّة، العربة، متسبي رامون ومنطقة الخليل، مُشيرًا إلى أنّ قُطر القذيفة يصل إلى 122 ملم، وأنّها تحمل رأسًا متفجرًا بزنة 6.30 كغم، علاوةً على ذلك، أضاف الجنرال أنّ الجيش الإسرائيليّ يخشى أيضًا من القذائف المُسّماة “بركان”، والتي يصل مداها إلى عدّة كيلومترات فقط، وتحمل رأسًا متفجرًا بزنة نصف طنٍّ.

وتابع الجنرال قائلاً إنّ العدّو يملك عددًا قليلاً من هذه القذائف، والجيش الإسرائيليّ يعرف كيف يتعامل مع صدّ هذا الخطر، عن طريق تنفيذ هجماتٍ جويّةٍ وبريّةٍ على مواقع القذائف المذكورة، لافتًا إلى أنّ من ناحية صنّاع القرار في الجبهة الداخليّة فإنّه من المُفضّل صرف الميزانيات على الردع وليس على تحصين البيوت والمنشآت الحيويّة، بما فيها العسكريّة، لأنّ تعرّض البيوت المُحصّنة للإصابة المُباشرة يصل إلى نسبة صفر، على حدّ زعمه.

وأشار مُحلّل الشؤون العسكريّة في الموقع، أمير بوحبوط، إلى أنّه على الرغم من تعاظم تهديد الصواريخ على الداخل الإسرائيليّ، لم تقُم الحكومة ولا السلطات المحليّة في السنوات الأخيرة ببناء ملاجئ، مُشيرًا إلى أنّ هذا الأمر ينبع من إيمان قادة الجبهة الداخليّة في إسرائيل بأنّ بناء التحصين الداخليّ لكلّ بيتٍ، والمُسّمى إسرائيليًا “مماد”، يمنح فرصةً ذهبيّةً للمُواطنين لحماية أنفسهم من الصواريخ التي ستسقط على الجبهة الداخليّة في المُواجهة القادمة، وحول هذا الموضوع قال الجنرال: “إننّا لا نُريد أنْ تتحوّل إسرائيل إلى دولة ملاجئ”.

وساق الموقع، نقلاً عن ضباطٍ كبار في الجبهة الداخليّة، قولهم إنّه على خلفية تنامي التصعيد على الجبهة الشماليّة مع سوريّة وحزب الله قامت الجبهة الداخليّة بفحص المباني التي تبعد عن الحدود مسافة تسعة كيلومترات، وتبينّ أنّ هذه المباني تتمتّع بتحصينٍ ممتازٍ إزّاء التهديد السوريّ، لأنّ النموذج الذي تمّ تطبيقه في المُستوطنات الإسرائيليّة في هضبة الجولان العربيّة-السوريّة تمّ نقله إلى المباني المذكورة، داخل ما يُطلق عليه الخّط الأخضر.

أمّا فيما يتعلّق بمنطقة مركز الدولة العبريّة، وتحديدًا مدينة تل أبيب، فنقل الموقع عن الضابط الرفيع قوله إنّ المدينة محمية جدًا وأنّ 95 بالمائة من الملاجئ جاهزة وحاضرة لساعة الحرب القادمة، كما أنّ مدينة حيفا جاهزة، ولكن بنسبة أقّل، بالإضافة إلى مدينة ريشون لتصيون، التي تعرّضت لقصفٍ مُباشرٍ من المُقاومة الفلسطينيّة في عدوان صيف العام 2014، الأمر الذي أدّى إلى سقوط قتلى وجرحى، وإلحاق الأضرار بعددٍ من المباني.

ومن حديث الجنرال يتبيّن أنّ إسرائيل بدأت بالاستعداد للحرب المقبلة، حيث أنّ صفارّات الإنذار في الجنوب ستنطلق خلال 10 حتى 12 ثانية من إطلاق الصواريخ من قطاع غزّة، أمّا في المنطقة الشماليّة فإنّ الجبهة الداخليّة تقوم بإجراء تعديلاتٍ لتحسين تنبيه المُواطنين لتعرّض المنطقة لقصفٍ صاروخيٍّ، مُضيفًا أنّ الجبهة الداخليّة تمّ تقسيمها إلى 267 منطقةٍ مُختلفةٍ لكي يكون الإنذار مبكرًا في حال نشوب الحرب القادمة، إنْ كان من الشمال أوْ من الجنوب،على حدّ قوله.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى