خبراء.. إعلان فرنسا تنفيذ ضربات ضد سوريا صعب في الفترة الحالية ويعتبر “كارثة حربية”

تهدد فرنسا بضرب سوريا في حالة تأكدها من تورط الجيش السوري باستعمال الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين والجماعات المسلحة، وبغض النظر عن حقيقة التهم من عدمها، يصعب على الجيش الفرنسي تنفيذ هجوم من هذا النوع في الفترة الحالية.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد هدد بضرب سوريا إذا تأكد استعمالها الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، وعاد رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال فرانسوا لوكوينتر في تصريحات للصحافة الفرنسية الى التحذير بأن باريس قد تتحرك ’’بشكل أحادي’’، لضرب قوات الجيش السوري، إذا لم يحترم النظام السوري ’’الخط الأحمر’’، الذي حددته باريس بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية.

وتعد فرنسا من الدول الأوروبية التي لا تتردد في استعمال السلاح ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت فرنسا قد وقفت الى جانب الولايات المتحدة منذ أربع سنوات لشن هجوم على سوريا بينما تراجعت بريطانيا، الحليف التاريخي لواشنطن، عن المشاركة في أي ضربة ضد نظام دمشق، وقال الجنرال بأن بلاده تتوفر على القدرة العسكرية لتنفيذ هجوم على سوريا لوحدها بدون التنسيق مع الولايات المتحدة.

خلفت تصريحات رئيس الأركان العسكرية الفرنسي الدهشة في باريس أوساط الخبراء، فمن جهة، هي تأتي في ظل التوتر القائم بين الغرب وروسيا وكل عملية قد تخرج من السيطرة وستؤدي الى كارثة حربية، ومن جهة أخرى لا تمتلك فرنسا القوة العسكرية الكافية لتنفيذ عملية في سوريا في ظل الوجود الروسي في الأراضي السورية، حسب راي الخبراء.

ويقول الخبراء انه وبعد إسقاط المضادات الجوية السورية للطائرة الإسرائيلية “اف 16” التي هاجمت سوريا، بدأت كل الدول تعيد حساباتها، ويمكن لفرنسا تنفيذ الهجمات بواسطة الطائرة المقاتلة رافال، لكنها غير متقدمة على “اف 16” الإسرائيلية، وهذا ما سيجعلها عرضة لضربات مضادة.

ولن تسمح أي دولة مجاورة لسوريا لفرنسا باستعمال أراضيها للهجوم على سوريا خوفا من انتقام روسي، وسيكون على فرنسا نقل حاملة الطائرات الوحيدة التي تمتلكها الى شرق المتوسط، وهذا عمل يعتبر من الناحية العسكرية متهوّر للغاية في ظل التوتر الحاصل بين روسيا والحلف الأطلسي، وفي ظل توفر سوريا على صواريخ لضرب البوارج، حسب الخبراء.

ومن مظاهر التهور العسكري الفرنسي هو إدلاء قائد القوات العسكرية بهذا التصريح في وقت هدد فيه الرئيس فلادمير بوتين بالرد على من سيتعرض لحلفاء روسيا أو من سيضرب سوريا ويصيب جنود روس، وتحدى بوتين الولايات المتحدة بهذا التصريح، وهي القوة الكبرى في الغرب، بينما فرنسا تبقى دون إمكانيات روسيا.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى