رجحان كفة الحسم العسكري لتحرير الجنوب السوري

الوضع العسكري في الجنوب السوري وصل إلى مرحلة اتخاذ القرار، مع جمود الاتصالات السياسية لإبرام اتفاق سعت روسيا إلى وضع مساره إلا أنه اصطدم بمطالب أمريكية إسرائيلية رفضها الجانب السوري، التفاصيل كثيرة عن بنود الأفكار التي تم تداولتها خلال المرحلة الماضية، منها طلب إسرائيلي بإبعاد الجيش السوري مسافة عن خط الحدود الذي كان موجودا فيها قبل العام 2011، ومطالب أخرى باتت معروفه مثل عدم دخول قوات إيرانية أو عناصر حزب الله إلى المنطقة، بل المطلبة بموافقة روسيا على بحث الانسحاب الإيراني وحزب الله نهائيا من سوريا لاحقا “الإيرانيون اليوم بحاجة لكل ورقة تهدد إسرائيل مع إعلان نوايا الأخيرة والولايات المتحدة التصعيد ضدها”، لذلك تدفع ايران الى كسب المعركة عسكريا دون اتفاق، طالما هناك قدرة على ذلك، الأوساط العسكرية السورية تتحدث عن خوض الجيش السوري المعركة منفردا دون حلفاء، ولا توجد حتى الآن مؤشرات على انتقال قوات حليفه للجيش السوري إلى مسرح العمليات.

الجيش السوري استكمل التعزيزات العسكري لبدء المعركة، وحشد 40 الف جندي لجغرافية عمليات تشمل درعا وريفها وريف السويداء الشمالي والقنيطرة، وصولا إلى خط الهدنة على الحدود مع فلسطين المحتلة.

التقديرات العسكرية السورية تقول ان الجيش السوري قادر على حسم المعركة دون اللجوء إلى اتفاق مع الأطراف الأخرى . استعد الجيش السوري أيضا لاحتمال تدخل عسكري إسرائيلي، ونشر منظومة صواريخ دفاعية على طول خط الجبهة مع إسرائيل، أما احتمال تدخل أمريكي جوي ضد القوات المتقدمة نحو الجنوب السوري، فله سيناريو آخر أعده السوريون مع حلفائهم الايرانيين، في حال فشل المساعي الروسية لتحييد التدخل الأمريكي، ويرتكز على انتزاع قاعدة التنف الأمريكية، أما كيف سيتم ذلك فهذا رهن غرف العمليات التي تبحث هذا الأمر .

وكانت القيادة السورية قد ربطت بين أي اتفاق بالجنوب وانسحاب القوات الأمريكية ومن معها من قاعدة التنف على الحدود مع الأردن والعراق، بينما هددت واشنطن مرتين الجيش السوري وحذرته من القيام بعمل عسكري.

استدعى هذا الرجحان لكفة الحسم العسكري تحركا أردنيا لإعادة الإتصالات المجمدة تجنبا لاندلاع القتال على حدوده، التقديرات لدى محور سوريا تقول ان الأردن لم يتحرك من تلقاء نفسه إنما هي محاولة لإعادة الأمور إلى الطاولة بعد أن لمست الأطراف جدية في الذهاب إلى الحسم العسكري.

هي الربع ساعة الأخيرة في تحديد مصير الجنوب السوري إذن، هذا الاقتراب للمعركة، شعرت به المجموعات المسلحة في الجنوب، وقال قائد “ألوية الفرقان”، محمد ماجد الخطيب عبر “تلغرام” أمس، “إن الاجتماع الثلاثي الأمريكي- البريطاني- الروسي بشأن الجنوب نتج عنه خلاف كبير، وستبدأ محاولات النظام في الاقتحام في الساعات القليلة المقبلة”.

وأضاف القيادي “أما وإن الحرب قد قرعت طبولها فرددوا اللهم بك نصول وبك نجول وبك نقاتل واستعينوا بالله واتكلوا عليه واعتمدوا على مابين أيديكم من السلاح والعتاد”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى