سلاح الجوّ يُقّر: إسرائيل تفتقر إلى دفاعٍ فعّالٍ بوجه قذائف الهاون القصيرة المدى والثقيلة

كشفت مصادر أمنيّة رفيعة جدًا في تل أبيب النقاب عن أنّ التحقيقات التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيليّ إثر الحادثة الاستثنائية التي حصلت فجر يوم الجمعة الماضي، أظهرت أنّ الصاروخ SA5 الذي أطلقته الدفاعات الجويّة السوريّة لاعتراض الطائرات الإسرائيليّة المعادية يحتوي على رأس متفجر يزن 200 كيلوغرامًا، وأنّ الطاقم الذي قام بتشغيل منظومة الاعتراض “حتس″ حال دون سقوطه في منطقة غور الأردن. يُشار إلى أنّه خلال اعتراض الصاروخ، طُلب من سكان المُستوطنات الإسرائيليّة في غور الأردن الاختباء في الملاجئ.

وبحسب موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوا أحرونوت) العبريّة، فإنّ الصاروخ السوريّ أُطلق على ما يبدو من قاعدة بالقرب من مدينة حمص، تبعد ما يقارب 400 كلم عن سكان شمال البقعا. وبحسب نتائج التحقيق، أضافت المصادر عينها، فإنّه عند ما يقارب الساعة 02:40 وبعد أقل من دقيقة على تشخيص الصاروخ السوريّ على أنّه تهديدًا باليستيًا على الدولة العبريّة، اتخذت قوّة من الدفاع الجويّ قرارًا بإطلاق صاروخ “حتس″.

في السياق، قال ضابط رفيع في سلاح الجو الإسرائيليّ، كما نقل الموقع، إنّ الحديث يدور عن تسليحٍ سوريٍّ ذي قيمةٍ كبيرةٍ، وأوضح أنّ إطلاق صاروخ “حتس″ كان مبررًا. وتابع قائلاً: لا يهمنا إذا كان هذا الصاروخ أرض-أرض أوْ أرض-جو، لم تكن هناك معضلات أوْ شكوك ولا اعتبارات التكلفة، أوْ الموارد أوْ التوفير. وشدّدّ في سياق حديثه للموقع على أنّ الصاروخ كان من الممكن أنْ يسقط في غور الأردن، وقد تمّ اختيار صاروخ “حتس″ لإطلاقه وفقًا لمستوى التهديد، وتوفر منظومات الدفاع، لم يكن هناك خيار آخر للاعتراض باستثناء الـ”حتس″، على حدّ تعبيره.

علاوةً على ذلك، لفت الموقع العبريّ إلى أنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ اعترف، أنّه من خلال اعتبارات سُلَّم الأولويَّات تفتقر الدولة العبريّة إلى تطوير دفاعٍ فعَّالٍ في وجه تهديد قذائف الهاون القصيرة المدى (حتى 5 كيلومتر)، والثقيلة الوزن (100 كلغ مواد ناسفة، مثل صاروخ بركان الذي يملكه حزب الله)، وأنّ مجموعة الحلول لذلك في الحرب المقبلة يجب أنْ تشمل أيضًا إخلاء السكان من مستوطنات خط الحدود.

وكانت إسرائيل في العام 2014 فشلت للمرّة الثانية، في تجربة اعتراض صواريخ بعيدة المدى، عن طريق صاروخها الجديد “حيتس 3″، بسبب “مشاكل فنية”، وتفترض التجربة الإسرائيليّة أن الهدف عبارة عن صواريخ إيرانية. وقالت صحيفة “هآرتس″، إنّ التجربة التي حضرها مسؤولون كبار من وزارة الدفاع الامريكية ومن بوينغ، شريكة الصناعي الجوية في تطوير وإنتاج “حيتس 3″، فشلت.

وبحسب المصادر في تل أبيب فإنّ التجربة فشلت لأن رادار الصاروخ لم ينجح في الإغلاق على الهدف، فيما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيليّة أنّ منظومة حيتس تابعت صاروخ الهدف ولكن لم تنضج الظروف لإطلاق الصاروخ. وادعى مسؤول في الوزارة بأنّه لا يدور الحديث لا عن نجاح ولا عن فشل، ونفى أنْ تكون ظهرت مشكلة في الصاروخ أو في راداره.

وأشارت هآرتس إلى أنّ “حيتس 3″ هو صاروخ ما يزال تحت التطوير في إطار منظومة تسلح حيتس، وهي تهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى، في ارتفاع أعلى بكثير من حيتس 2 (الموجود في الخدمة بالقوات الجوية الإسرائيليّة). وهذا الصاروخ يمر بمرحلة التطوير في مصنع (ملم) التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية.

وفي التفاصيل التي نقلتها الصحيفة، فإنّ المرحلة الأولى من التجربة كانت قد سارت بالذات كما كان مخططًا. طائرة إف 15 من سلاح الجو أقلعت من قاعدة تل نوف وحلقت مئات الكيلومترات في عمق البحر المتوسط.
وعلى جناح الطائرة كان صاروخ “انكور أزرق” كبير يفترض أنْ يمثل دور صاروخ إيراني. وهذا صاروخ هدف من إنتاج الصناعات العسكريّة الإسرائيليّة، وهو قادر على أنْ يتسارع إلى سرعة آلاف الكيلومترات في الساعة وأنْ يمثل دور صاروخ باليستي ثقيل يحاول تضليل منظومة حيتس وإصابة الأراضي الإسرائيليّة، وفقًا للصحيفة.

وخلُصت الصحيفة العبريّة إلى انتقاد التجربة قائلةً إنّه بعد خمس سنوات من انطلاق المشروع الأكثر كلفة في تاريخ الدولة على الدرب بتمويلٍ أمريكيٍ، انتظر المهندسون والمدنيون لرؤية الصاروخ يعمل لأوّل مرّةٍ ويعترض الهدف، ولكن عبثًا، بحسب تعبيرها.
من ناحيتها قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تقوم سنويًا بتحويل مبلغ 140 مليون دولار لإسرائيل لتطوير منظومة “حيتس 3″.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى