عمان “تجاهلت تماماً” مبادرة لافروف لعقد محادثات فلسطينية-

تجاهلت العاصمة الاردنية عمان تماما التعليق على عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بدء مفاوضات فلسطينية- اسرائيلية بغطاء روسي، رغم ان العرض جاء مباشرة بعد زيارة ملكية اردنية الى موسكو ولقاء جمع عاهل الاردن عبد الله الثاني بالرئيس فلاديمير بوتين. بالاضافة الى كون وزير الخارجية الروسي وبينما طرح مبادرة موسكو واعتبر انها ستكون بالتأكيد بلا شروط مسبقة، اشار وبصورة مباشرة الى ان زيارة الملك لروسيا كانت ضمن “بلورة” تصور للمحادثات المتوقعة.

التجاهل الاردني قد يكون بني على الموقف المتبلور بعد “اعلان القدس” الامريكي، حين قررت العاصمة الاردنية مهادنة الجانب الامريكي واطلق الملك تصريحات عن ايمانه بأن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على ادارة هذا الملف، الامر الذي يمنع عمان، وان كانت طرفا في بلورة المبادرة الروسية، من التعليق او التوظيف او الاستعراض في المشاركة بعرض لا يزال قيد النظر الاسرائيلي.

وجهة نظر اخرى مثلها رئيس الديوان الملكي الاسبق والخبير المتعمق في ملف العلاقات العربية الاسرائيلية الدكتور مروان المعشر، وهو يقول مباشرة لـ “رأي اليوم” ان اي مبادرة جديدة للتفاوض اليوم لا تعني اكثر من شراء الوقت، رغم ادراكه لما اسماه “اوراق موسكو للضغط”، مبينا ان المبادرة الحقيقية يجب ان تكون برقابة دولية وعلى قاعدة القانون الدولي وتصنيفاته وتسمياته لحدود الـ 67.

رأي المعشر، والذي يقود اليوم التحالف المدني الشبابي الابرز في الاردن، يستند الى حقيقة ان اي وقت اضافي يزيد من الوقائع المفروضة على الارض وبالتالي يقلل فرصة الحل الحقيقي، بالنسبة للفلسطينيين.
بقناعة كهذه، قد تقرأ المبادرة الروسية أقرب للمزاحمة والضغط على واشنطن منها للحقيقة، رغم ان اي مبادرة من جانب الروس ستكون على القواعد الايرانية بالدرجة الاولى وهو ما يصب ضد مصلحة الاسرائيليين حيث المقايضة على الجولان المحتل وترسيم الحدود مقابل ضمان ما اسماه الاسرائيليون “منطقة عازلة” بينهم وبين حزب الله على الجبهتين السورية واللبنانية وكذلك مع اي ميليشيات ايرانية.

في الاثناء ورغم ان المنطقة العازلة قد تكون “رغبة اردنية” اقل الحاحاً منها كاسرائيلية، تصر عمان على عدم اعلان اي دعم للمبادرة الروسية قبل ان ترى الهدف من “تخفيف حدة اللهجة” الذي ابدته فجأة مندوبة الولايات المتحدة المتعجرفة نيكي هايلي ازاء خطاب الرئيس الفلسطيني العجوز المنتهية ولايته اصلا.

الاردن يحاول ان يبقى عمليا على “حافة” النزاع طالما انه حظي بالضمانات الدولية الكافية دوليا بعدم تغيير الوضع القانوني للقدس رغم اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب لها عاصمة للاسرائيليين. ورغم ان الموقف المذكور لعمان لا يصب في مصالحها من حيث الوصاية الهاشمية او حتى من حيث ضمان حقوق الفلسطينيين المتواجدين على الاراضي الاردنية، الا ان الضغوطات الامريكية السعودية تسهم بصورة كبيرة في الجمود العلني الحاصل.

بكل الاحوال، لا يوجد ضمانات بمضي المبادرة الروسية فعلا واستمرارها، ولا حتى في كونها لصالح الفلسطينيين وان كانت تحالفات موسكو قد تنبئ بذلك، الا ان الامر الذي بات واضحا تماما هو استمرار واشنطن باتخاذ قرارات ضد المصالح الاردنية والفلسطينية معا، رغم استمرارها في تقديم المساعدات المالية لعمان.

صحيفة راي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى