غاز غزة على الأجندة القطرية بضوء أخضر إسرائيلي (حبيب طرابلسي)

 

حبيب طرابلسي

 

أعلنت الحكومة الفلسطينية المُقالة في غزة طرح مناقصة لإنشاء مدينة رياضية بتمويل من قطر، لكن تقارير صحفية ذكرت بأن "الامبراطورية القطرية" تنوي استغلال حقل "مارين" للغاز الطبيعي، الواقع قبالة شواطئ القطاع، والذي وافقت إسرائيل على تطويره لخلق تعاون نادر مع الفلسطينيين، عدا الفوائد التي سيمنحها للسوق الاسرائيلية.
فقد قال وزير الشباب والرياضة في حكومة حماس، محمد المدهون، انه سيجري الأسبوع المقبل طرح مناقصة إنشاء "مدينة الياسين" الرياضية في غزة، بتمويل من دولة قطر بقيمة 25 مليون دولار. 
وأضاف المدهون بأن المدينة الرياضية ستقام على مساحة 140 دونما في "محررة نتساريم"، تتضمن ملاعب وفنادق ومسبحا أولمبيا والعديد من المرافق.
وعلّق العديد من الفلسطينيين على المواقع الإلكترونية بالشّكر لـ"أمير العرب الذي لا يبخل على الشعوب المهانة والمحتاجة"، كما كتب "عبدالرحمن" من عمّان، تحت عنوان "وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر".
لكن "ماجد" من الرياض قال أن "أهل غزة ليسوا في حاجة لمدينة رياضية بل إلى بنية تحتية وتجهيزات كالكهرباء والماء والصحة والتعليم… هم في حاجة كذلك لمن يقف معهم ضد الكيان الصهيوني".
لكن العديد من المعلّقين قالوا بأن "سياسة اطعم الفم تستحي العين" هذه ـ التي دشّنها أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بتمويل بقيمة 400 مليون دولار لتنفيذ مشاريع إعمار عندما كسر حصار غزة بزيارته "التاريخية" الأسبوع الماضي، والتي، كما قال أحدهم، "لا يمكن ان تكون بدون ضوء اخضر اميركي وإسرائيلي" ـ تُخفي الكثير من "الأجندات".  قالوا أن "قطر تريد إنعاش غزة اقتصاديا وإلحاقها بسيناء مصر أو تحويلها الى منطقة تجارية حرة تسيطر عليها قطر وتستفيد منها اسرائيل".
وقالوا أن "قطر تُناطح ايران، القوة الاقليمية، وتسعى لإخراج حماس من العباءة الإيرانية وضمها الى الخندق الأميركي الإسرائيلي التركي وإلى نادي ‘الربيع العربي’ الذي يحكمه ‘الاخوان المسلمون’ اليوم في مصر وتونس وغدا في سوريا".
وتحدث أحدهم عن توقيت الزيارة الاميرية الى غزة، فقال "السبب هو ترك شعب غزة يستوي على نار الحصار الهادئة حتى يسكت على الاحتلال ويقبل بأية شروط. لكن هيهات!".

"لماذا اشترت قطر غزة؟"
وتناقلت بعض المواقع أنباء صحفية تفيد بأن "إسرائيل تحاول وضع اليد على حقل مارين للغاز الطبيعي في غزة وتقوم قطر بدور السمسار الذي سوف يستغل الحقل نيابة عن الكيان الصهيوني"، كما بيّن موقع "عشتار العراقية" في تقرير مُطوّل "لماذا اشترت قطر غزة؟".
ومما جاء في التقرير أن "الامبراطورية القطرية تنوي السيطرة اقتصاديا على غزة مثلما سيطرت على النفط في ليبيا التي ارسلت من أجله اكثر من 8000 عنصر من القوات الخاصة القطرية للقتال الى جانب ثوار الناتو. كما حاولت قطر السيطرة على قناة السويس، أو على الاقل القيام باستثمارات ضخمة في منطقة شرق بورسعيد، مثلما أشيع. وكل هذه المناطق تعاني من عثرات اقتصادية واضطرابات وقلاقل وأمامها شوط طويل قبل ان تستعيد عافيتها".
وكانت صحيفة معاريف قد كشفت النقاب في سبتمبر/أيلول الماضي عن أن إسرائيل وافقت على إجراء اتصالات مع السلطة الفلسطينية لغرض إطلاق مشروع مشترك لتطوير حقل "مارين". وقالت أن "المشروع سيمنح السلطة عوائد كثيرة تساهم بصورة دراماتيكية في استقرار أوضاعها الاقتصادية".
وبعدها بأيام، نقلت صحيفة "وورلد تربيون" الأميركية عن مسؤولين إسرائيليين أن وزارة الخارجية والاستثمارات الدولية للاستكشافات والتنمية الإسرائيلية قدمت عرضا إلى السلطة الفلسطينية لإطلاق برنامج لتطوير احتياطيات الطاقة الموجودة قبالة سواحل قطاع غزة، و بأن مشروع التطوير ستتولاه شركة بريطانية وستعمل في المشروع لمدة أربع سنوات.

ميدل ايست اونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى