“فيينا السوري”: حكومة انتقالية خلال ستة اشهر

اتفق المشاركون في محادثات فيينا الهادفة لانهاء الحرب في سوريا على عقد لقاء جديد “خلال نحو شهر” لإجراء تقييم للتقدم في شأن التوصل لوقف لاطلاق النار وبدء عملية سياسية في البلد المضطرب، بحسب ما جاء في البيان الختامي السبت.

وقال البيان إن ممثلي الدول الـ17 اضافة الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وجامعة الدول العربية، اتفقوا خلال لقاء فيينا، على جدول زمني محدد لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا خلال ستة اشهر واجراء انتخابات خلال 18 شهراً رغم استمرار خلافهم على مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اللقاء، إن هناك إجماعًا متزايداً بين القوى الدولية على ضرورة العمل المشترك لمواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”- “داعش”.

وأضاف في مؤتمر صحافي: “اليوم.. قمت بعقد اجتماعات ثنائية ولدي شعور بوجود اعتراف متزايد بالحاجة لإنشاء تحالف دولي فعال لقتال الدولة الإسلامية”.

بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن المشاركين في اجتماع فيينا اتفقوا على جدول زمني محدد في شأن سوريا يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية في هذا البلد خلال ستة اشهر، واجراء انتخابات خلال 18 شهرا.

وقال شتاينماير: “اتفقنا على وجوب أن تنتهي هذه العملية الانتقالية خلال 18 شهراً، على ان تشمل تشكيل حكومة سورية انتقالية خلال ستة اشهر”.

واضاف أن ديبلوماسيين كباراً من 17 بلدًا وثلاث منظمات اتفقوا على السعي لعقد اول لقاء بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة بحلول الاول من كانون الثاني، وياملون في ان يتم التوصل الى وقف اطلاق النار في حلول ذلك التاريخ.

وتابع شتاينماير: “لا احد يكذب على نفسه بالنسبة الى الصعوبات التي نواجهها، لكن العزم على ايجاد حل صار اكبر في 14 يوما”.

وقال أيضاً: “رغم أن الامر لا يزال يبدو بعيد المنال، الا ان جميع الاطراف مجتمعون حول الطاولة”، موضحاً أن هجمات باريس ليل الجمعة-السبت هيمنت على الاجتماع “وزادت من التصميم على احراز تقدم”.

وبدأ اجتماع دولي جديد، السبت، في فيينا في حضور الولايات المتحدة وروسيا، سعياً لايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا على خلفية اعتداءات غير مسبوقة في باريس وخلافات تتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد.

وفي حديث خاص أجرته “السفير” معه في طهران، استبعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن يخرج المؤتمر المزمع انعقاده اليوم (السبت) في فيينا حول سوريا بنتائج جدية، مشدداً على أن «الأصدقاء لا يدركون المخاطر التي تتهدد منطقتنا بدولها جميعاً، خصوصاً أن الأميركيين غير جادين وغير موضوعيين بدليل دعمهم المفتوح والدائم للكيان الصهيوني».

وقال ظريف إن الأوروبيين حريصون على التعاون، ومواقفنا متقاربة مع روسيا بشكل عام.. ونحن لا نبحث عن أسباب للعراك مع الأميركيين، أو مع الآخرين، لكن السياسات الأميركية تجاه المنطقة جميعاً تمر عبر إسرائيل. ونحن لا نريد أن نتصارع فيتخذ بعض الأخوة العرب من هذا الصراع المتوهم ذريعة للذهاب إلى كمب ديفيد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لدى وصوله الى فيينا: “ان احد اهداف اجتماع اليوم في فيينا هو تحديداً أن نرى بشكل ملموس كيف يمكننا تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة داعش”، فيما اعتبر نظيره الروسي سيرغي لافروف أن اعتداءات باريس “تبرر” ضرورة مكافحة تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”.

من جهته رأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن “الأمر الوحيد الذي يمكننا قوله لهؤلاء الأشخاص هو أن ما يقومون به يعزز تصميمنا جميعاً على مكافحتهم”، معلناً أن الاعتداءات دفعت بالديبلوماسيين المجتمعين في فيينا حول الأزمة السورية الى “بذل مجهود أكبر.. للمساعدة وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني، من جهتها، إن اجتماع فيينا “يأخذ معنى آخر” بعد اعتداءات باريس، مؤكدة أن “الرد الوحيد هو أن نتحد ونتجاوز خلافاتنا ونبحث معاً عن سبيل من أجل السلام في سوريا”.

لكن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند شدد، من ناحيته مجدداً الجمعة، أن على الرئيس السوري بشار الأسد أن “يتنحى في إطار المرحلة الانتقالية في سوريا، لكننا نقر بأنه اذا كان ثمة مرحلة انتقالية فمن الممكن أن يشارك فيها الى حد معين”.

وكان اجتماع أول متعدد الأطراف حول سوريا عقد في 30 تشرين الأول في فيينا، خرج ببيان مشترك توافقي اذ اتفقت الدول الكبرى ودول المنطقة على السعي الى وضع أطر انتقال سياسي.

وحذر نائب وزير الخارجية الايراني أمير عبد اللهيان من فيينا، من أن الاجتماعات التمهيدية التي جرت في الأيام الأخيرة لوضع لوائح المعارضين هذه “لم تكلل بالنجاح”، مشيرًا الى ان طهران وموسكو لم تشاركا حتى فيها.

وحذر من ان “اجتماع فيينا لن يتخذ اي قرار حول مستقبل سوريا”.

ولا يشارك اي من الحكومة السورية والمعارضة السورية في اجتماعات فيينا التي تتمثل فيها نحو عشرين حكومة ومنظمة منها الأمم المتحدة، الاتحاد الاوروبي، جامعة الدول العربية، المانيا، السعودية، الصين، مصر، الامارات، فرنسا، ايران، العراق، ايطاليا، الاردن، لبنان، سلطنة عمان، قطر، روسيا، المملكة المتحدة وتركيا.

ويعتبر كيري أن “نجاح” المساعي الديبلوماسية سيكون مرتبطاً بشكل وثيق بتطور ميزان القوى على الأرض، حيث تقود الولايات المتحدة منذ اكثر من سنة تحالفا دوليا يشن ضربات على مواقع تنظيم “داعش” في سوريا والعراق المجاور.

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى