في الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين: التطبيع الخليجيّ مع إسرائيل يخرج إلى العلن أرضًا وبرًا وبحرًا والفزاعّة إيران وحزب الله “إرهابيًا”!

لا نُجافي الحقيقة إذا جزمنا بأنّ التطبيع العربيّ، وتحديدًا من دول الخليج، مع كيان الاحتلال، بات القاعدة وليس الاستثناء، فبالإضافة إلى تقاسم الطرفين الخوف، كما يزعمان، من تمدّد إيران الـ”شيعيّة” في المنطقة، وَجَبَ التذكير في هذا السياق أنّ تساوق المصالح بين الطرفين ينسحب أيضًا على منظمّة حزب الله اللبنانيّة، فمن نوافل القول إنّ إسرائيل تعتبرها العدّو الأوّل وفق التقدير الإستراتيجيّ الجديد للعام الجاري 2018، وفي الوقت عينه، فإنّه في الثالث من آذار (مارس) من العام 2016 قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج اعتبار “ميليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها، منظمة إرهابية”.

وصرح الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أنّ دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر تلك الميلشيات لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية، وتهريب الأسلحة والمتفجرات، وإثارة الفتن، والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها.

وقال إنّ دول مجلس التعاون تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس، والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سوريّة واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية، وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي.

وأكّد الأمين العام أنّه نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية، وسوف تتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استنادا إلى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس، والقوانين الدولية المماثلة.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أكدت قبل أيام تأييدها التام لقرار المملكة العربية السعودية، بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان، ووقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في البلاد، إثر تصرفات حزب الله وخطفه لإرادة الحكومة اللبنانية وقرارها.

وعودٌ على بدء: فرغم أنّ حكومة الإمارات العربية المتحدة لا تعترف بإسرائيل بشكلٍ رسميٍّ، ولا تقيم علاقات دبلوماسيّة معها، إلّا أنّ التطبيع بين البلدين بات واضحًا، كما نقل موقع (المصدر) الإسرائيليّ، التابع لوزارة خارجيّة الاحتلال، عن مصادر سياسيّة رفيعةٍ في تل أبيب.

وتابع الموقع قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها: يُسلّط لقاء عشوائي أثناء تناول وجبة عشاء بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وبين سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، الضوء على العلاقات الهادئة بين إسرائيل وبين جزء من الدول العربية الجارة، التي أصبحت علنيةً في ظل الخوف المشترك من إيران، كما أكّدت المصادر.

ولفت الموقع في سياق تقريره إلى أنّه وفق تقارير نُشرت أمس الأحد التقى في شهر آذار (مارس) الماضي نتنياهو والعتيبة صدفةً، عندما تناولا وجبة عشاء في ذات المطعم في واشنطن، وتابع قائلاً: انتبه العتيبة، الذي يعتبر أحد السفراء الأكثر تأثيرًا في واشنطن، أنّ نتنياهو دخل المطعم فدعاه هو وعقيلته ليجلسا معه، وفي هذه المرحلة، وفق التقارير، استجاب نتنياهو لهذا الاقتراح وأجاب عن بعض الأسئلة حول مواضيع سياسية كان قد طرحها السفير، وصافحه قبل أن يفترقا، على حدّ قول الموقع الإسرائيليّ شبه الرسميّ.

وبرأي المصادر، التي اعتمد عليها تقرير الموقع الإسرائيليّ فإنّ ثمة دليل آخر على دفء العلاقات بين البلدين، وهو مشاركة المُتسابقين في الدراجات الهوائية من البحرين والإمارات المتحدة في سباق “جيرو دي إيطاليا” الأكبر، الذي جرى في إسرائيل في الأسبوع الماضي، واعتُبر من أهّم الأحداث الرياضيّة التي كانت في دولة الاحتلال، علمًا أنّ المُشاركة العربيّة كانت علنيّةً.

وبحسب الموقع، وقعت أمس الأوّل حادثة مؤثرة أيضا أثناء بطولة كرة السلة للنساء في جبل طارق عندما اجتمع منتخبا إسرائيل والإمارات المتحدة لكرة السلة وتعانق أعضاؤهما عندما انتهت المباراة التي تنافس فيها المنتخبان ضدّ بعضهما.

وخلُص الموقع الإسرائيليّ إلى القول: تشير مصافحة رئيس الحكومة نتنياهو للسفير الإماراتيّ، وكذلك المشاركة في مسابقة الدراجات الهوائية والعناق بين عضوات منتخبي كرة السلة، إلى التعاون الوديّ بين إسرائيل والإمارات المتحدة، الذي جرى بشكلٍ سريٍّ، ولكنّه أصبح علنيًا في الفترة الأخيرة، وفق تعبيره.

كما يجب التأكيد على أنّ العلاقات السعوديّة-الإسرائيليّة تشهد حرارةً بالغةً، تمثلّت في تصريحات وليّ العهد السعوديّ بحقّ إسرائيل في الوجود وإقامة دولة خاصّةٍ بهم، بالإضافة إلى تصريحاتٍ أخرى أدلى بها مؤخرًا، علاوة على سماح السعوديّة للطائرات الهندية المتوجهة من وإلى تل أبيب بعبور أجواء المملكة.

وكان ملك البحرين، حمد بن عيس آل خليفة، قد شجب المقاطعة العربية ضدّ إسرائيل قائلاً إنّه يُسمح لمواطني البحرين بزيارة إسرائيل. وقال ملك البحرين، التي لا تربطها علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل، هذه الأقوال للحاخام أبراهام كوبر، رئيس مركز “سيمون فيزنتال” في لوس أنجلوس في احتفال بين الأديان وقّعت فيه تصريحات تشجب الكراهية والعنف الدينيّ، كما أكّدت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيليّة، ولم تنفها مملكة البحرين.

صحيفة راي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى