قراءة سريعة بعد إعلان السيسي حالة الطوارئ

عاصفة من التساؤلات، وتخوفات من أيام عجاف أعقبت إعلان السيسي مساء الأحد إعلان حالة الطوارئ في البلاد، من التساؤلات التي بدأت تتردد: ماذا يعني إعلان الطوارئ الآن، وهل كان القرار الخطير مبررا؟ أن تكون حالة الطوارئ إيذانا لتشديد سياسة “العصا الغليظة” التي يتبعها نظام السيسي منذ قدومه؟ وهل يتقبلها المصريون قسرا وطوعا أم يكون لهم رأي آخر لاسيما بعد أزمتهم الاقتصادية الطاحنة التي تشوى بها جيوبهم، ولم يعد لديهم ما يبكون عليه؟

السؤال اللافت: ما دلالة انتشار الجيش سريعا في القاهرة وفي مختلف محافظات مصر، هل هو خوف من تزايد العمليات الارهابية فعلا أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ لاسيما إذا تم الربط بين انتشار الجيش، وما أثير عن قيام قادة موالين للفريق شفيق بالانقلاب على السيسي.

فشل صريح

في البداية يرى الكاتب الصحفي جمال الجمل أن السيسي بإعلانه حالة الطوارئ يؤكد فشله ويعود بمصر (رسميا) إلى المرحلة الانتقالية. وأضاف الجمل أن إعلان حالة الطواريء.. يعني اعترافا صريحا من السيسي بفشل سياساته في توفير الأمن والاستقرار، بعد 3 سنوات زواج.. وقبلهم 3 خطوبة وشحططة في الشوارع والميادين بحسب تعبير الجمل.

وقال الجمل إن العودة إلى “الطوارىء” تعني أن السيسي حاكم صوري، ونظامه غير دستوري، وبقاؤه في الحكم ليس إلا تسليما بمقولة: ياخد فترته ويغور.

وتساءل الجمل: “هل قضت الطواريء على الإرهاب أيها الجهلاء؟”، متى تدركون البعد الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والإعلامي؟ “سياستكم التابعة والفاسدة أكبر داعم لوجود الإرهاب”

انتشار الجيش؟

الانتشار السريع للجيش رآه البعض أمرا طبيعيا بعد العمليات الارهابية الدامية التي شهدتها مصر اليوم، واعتبره الآخر شيئا مريبا، لاسيما بعد ما أعلن سابقا عن تمرد بعض حلفاء الفريق أحمد شفيق وقيامهم بانقلاب على السيسي، وهو الأمر الذي نفته القنوات التابعة للنظام وصحفه، وإن لم ينفه الفريق شفيق أساسا.

بداية النهاية

من جهته اعتبر الناشط السياسي الشهير د. يحيى القزاز (أحد أبرز من حملوا لواء السيسي في 30 يونيو) أن اعلان حالة الطوارئ هو بداية نهاية الطغاة حسب وصفه.

الانتخابات الرئاسية

البعض رأى في إعلان حالة الطوارئ اليوم ما هو إلا حجة لقطع الطريق على من يتحدثون عن الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها في 2018، بحجة أن الأحوال لا تسمح، وليبق السيسي رئيسا لمصر إلى أن يشاء الله.

تقزيم الأزهر

نظرة السيسي الغاضبة وهو يتحدث عن تجديد الخطاب الديني يؤكد أن الإطاحة بشيخ الأزهر وتقزيم دور المؤسسة الدينية العتيقة آت لا ريب فيه، لاسيما وأن الأزهر يتعرض منذ أشهر لحملة ضارية من النقد اللاذع غير المسبوق.

الشيء المؤكد أنه سيتم استبدال شيوخ موالين للنظام (على هيئة على جمعة ووزير الأوقاف وغيرهما) بهيئة كبار العلماء والإطاحة بأعضائها لاسيما المحسوبين على جماعة الإخوان وفي مقدمتهم د. محمد عمار .

لا خوف من قانون الطوارئ

على الجانب الآخر أكد ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه لا خوف من اعلان حالة الطوارئ على الحريات العامة، مؤكدا أن المحكمة الدستورية ألغت المادة الخاصة باعتقال المواطنين دون سبب ودون تحديد المدة، موضحا أن لا مادة موجودة في الدستور الآن تتيح للسلطات اعتقال المواطنين دون إذن من النيابة العامة.

وقال رشوان إن القانون يتيح للرئيس اعلان حالة الطوارئ، مشيرا الى أن قوانين الطوارئ في كل بلاد العالم متشابهة، ومصر ليس استثناء، موضحا أنه لم يسبق للسيسي اعلان الطوارئ الا في الجزء الشمالي الشرقي من سيناء نظرا للوضع الأمني غير المستقر.

وهو الأمر الذي اتفق معه فيه د. صلاح فوزي أستاذ القانون الدستوري وعضو لجنة الاصلاح التشريعي مؤكدا أن القانون ينص أن على الرئيس ابلاغ مجلس الوزرءا باعلان حالة الطوارئ، ثم ابلاغ البرلمان لاقراره بصفة رسمية.

بكري: قطر طرف أساسي في صناعة الارهاب

من جهته شن مصطفى بكري هجوما شديدا على قطر بعد تلميح السيسي الى تدخل دول معينة في مصر لإحداث توتر. وأكد بكري أن ادعاءات قطر كاذبة، متهما قادتها بأنهم طرف أساسي في صناعة الارهاب في العالم العربي.

خلاصة الأمر أن كلمة السيسي البارحة توحي بأن الأسوأ في مصر لم يأت بعد، وأن أياما عجافا في انتظار أبناء المحروسة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى