تحليلات سياسية

قطر تستعرض عضلاتها دبلوماسيًّا وثقافيًّا وعسكريًّا فى جميع أنحاء العالم.

نشرت الصحيفة تحقيقاً عن دولة قطر، قالت فيه إن تلك الدولة الخليجية الصغيرة تستولي على العالم، مشيرة إلى أنها تستعرض عضلاتها الدبلوماسية والثقافية والعسكرية.

وتبدأ الصحيفة التحقيق الذي كتبه مراسلها للشئون الخارجية بيتر بيومونت قائلة: إنه مساء يوم الخميس الماضي التقى الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري دوق يورق وعمدة لندن بوريس جونسون لمشاهدة افتتاح برج “الشارد” الجديد في لندن.

وترى الصحيفة أنه لو كان افتتاح هذا البرج – وهو أطول بناية في أوروبا الغربية، ويترأسه حمد الذي تملك شركات بلاده 95% من استثماراته – دليلاً على تنامي تأثير ونفوذ قطر السريع على الساحة العالمية، فإن أيامًا قليلة قبلها كان هذا النفوذ يجري فيها بشكل أكبر، ولكن في تكتم هذه المرة في مبنى آخر وهو قصر الأمم التابع للأمم المتحدة في جنيف، عندما اجتمع حمد مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية آخرين للضغط على بلاده للمشاركة في عمل دولي أكثر حزمًا بشأن سوريا.

وتشير الصحيفة إلى أن كلا المشهدين يؤكد ظاهرة محددة، ألا وهي ظهور بلد صغير تغذى ثرواته الكبيرة طموحاته الهائلة بنشر تأثيرها حول العالم، كلاعب دبلوماسي وثقافي وحتى عسكري مهم على الساحة العالمية. وهذا الطموح يمكن إدراكه بدءًا من ملاعب الرياضة وناطحات السحاب على الطراز الغربي، وفي المراكز الصناعية في الصين وفي ساحات القتال فى سوريا وليبيا.

وقبل ما يقرب من 30 عامًا، تقول الجارديان، كانت قطر بالكاد تظهر على الرادار العالمي، حتى استولى أميرها الحالي حمد بن خليفة آل ثاني على السلطة في انقلاب على والده عام 1995، فأصبح من الصعب الآن تجنب المال والنفوذ.

وتحدثت الصحيفة عن بعض المجالات التي يبرز فيها نفوذ قطر، وقالت إن شركة قطر القابضة وهيئة الاستثمار الخاصة بها تقوم باستثمارات ضخمة بلغت أكثر من 13 مليار دولار في السنوات الأخيرة في شراء نادى تشيلسي والقرية الأوليمبية ومتجر هارودز في بريطانيا، كما أنها أكبر شريك في بنك بركيليز، وبدأت استثماراتها تتسع في الصين. وترعى مؤسسة قطر نادي برشلونة الإسباني، كما أن تلك الإمارة ستستضيف في غضون 10 سنوات كأس العالم. وبها قناة الجزيرة، أهم قناة إخبارية عربية.

ومنذ الربيع العربي حاولت قطر أن تضع نفسها في طليعة التحول في المنطقة، فقدمت الدعم العسكري للمعارضة في ليبيا ضد العقيد القذافي فضلاً على دعم الأطراف السياسية في البلاد بعد الثورة. ومؤخرًا اتهمت بتقديم الأسلحة للمعارضة في سوريا وهو ما ينفيه رئيس وزرائها على الرغم من أن قطر تؤيد تسليح المعارضة في سوريا.

وتلفت الجارديان إلى أن تغيير قطر لنهجها في السياسة الخارجية من العمل كوسيط إلى التدخل الفعلي في بعض الأزمات لم يكن بلا مخاطر. حيث شكا العديد من الدبلوماسيين الغربيين في طرابلس من تدخل قطر، كما أن نشاطها باسم المعارضة في سوريا والشكوك بشأن تقديمها الأسلحة لها زادت من الانتقادات التي تعرضت لها في الداخل وفي الخارج.

صحيفة السفير اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى