قمّة أردوغان بوتين في أنقرة تُطلق إشارة بِدء مَعركة إنهاء سَيطرة “النّصرة” على إدلب

في تَطوّرٍ لافتٍ، وبعد لقاء القمّة الذي انعقد يوم أمس في أنقرة بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والرّوسي فلاديمير بوتين، شنّت المُقاتلات الروسيّة اليوم الجمعة أكثر من سبعين غارةً جويّةً استهدفت مُحافظتي حلب وإدلب شمال غرب سورية، مُستخدمةً الأجواء التركيّة للوصول إلى المناطق التي يتمركز فيها المُقاتلون السّلفيون على الشّريط الحُدودي مع تركيا.

هذهِ هي المرّة الأولى التي تُستخدم فيها الطائرات الحَربيّة الروسيّة الأجواء التركيّة في قَصف مواقع لحركة تحرير الشام “النصرة” سابقًا، ممّا يعني توصّل الجانبين التّركي والرّوسي إلى تفاهماتٍ جديدةٍ تَقضي بإنهاء وجود هذهِ الحَركة وحُلفائها في مراكز تجمّعاتها في إدلب وجسر الشّغور وريف حلب، وإعادتها إلى سيادة الدّولة السوريّة.

معركة إدلب تأخّرت، ربّما لانشغال الجيش العربي السوري وحُلفائه الرّوس والإيرانيين، بالإضافة إلى قوّاتٍ تابعةٍ لـ”حزب الله” اللبناني، بمَعركة دير الزور التي تزداد صُعوبةً بعد توجيه القيادة العسكريّة اتهاماتٍ بدعم الولايات المتحدة الأمريكيّة لتنظيماتٍ سلفيّةٍ من بينها تنظيم “الدولة الإسلاميّة، وهو الدّعم الذي أدّى إلى زيادة هَجمات التّنظيم المَذكور، وإلحاقه خسائرَ فادحةٍ بالقوّات السوريّة والروسيّة والتّابعة لحزب الله، أبرزها مَقتل جنرال روسي كبير واثنين من مُساعديه برتبة عقيد.

من الواضح أن التفاهمات الروسيّة التركيّة الجديدة تُريد القضاء على قوّات جبهة النّصرة في إدلب من أجل التفرّغ كُليًّا لمَعركة دير الزور، وإعادة سَيطرة الجيش العَربي السوري على آبار النفط والغاز التي استولت عليها قوّات سورية الديمقراطيّة، المَدعومة ماليًّا وتسليحيًّا من القوّات الأمريكيّة.

لا نَعتقد أن القيادة السورية في دمشق بعيدةٌ عن هذهِ التفاهمات بالنّظر إلى تقارير شِبه مُؤكّدة عن حُدوث لقاءاتٍ عدّة في الأيام الأخيرة بين وفود أمنيّة سوريّة وتركيّة للتّنسيق لمَرحلة ما بَعد السّيطرة على إدلب وجسر الشغور، وكيفيّة إدارة مَعبر باب الهَوى التّركي السّوري الذي يَخضع حاليًّا لسَيطرة مُقاتلين من جبهة النصرة.

عَودة الإدارة السوريّة إلى مَعبر باب الهَوى في الشّمال الغَربي، بعد قُرب فَتح مَعبر نصيب على الحُدود الأردنيّة السوريّة، يَجعل من مَعبري التنف والقائم على الحدود السوريّة العراقيّة، هُما الوحيدان الباقين خارج سَيطرة الحُكومة المَركزيّة السوريّة، جُزئيًّا أو كُليًّا.

التّفاهمات العَسكريّة التركيّة الرّوسيّة في إدلب وجسر الشغور تُضيف تأكيدًا جديدًا على التّقارير التي تُؤكّد النّهاية الوشيكة للأزمة السوريّة عَسكريًّا، وبِدء المَرحلتين الأهم، أي الحَل السياسي، ومَعركة إعادة الإعمار.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى