مسؤول إسرائيليّ رفيع: ترامب أعاد القضيّة الفلسطينيّة مائةُ عامٍ إلى الوراء ولأوّل مرّةٍ منذ عدّة سنوات لا يكون لدى عبّاس أيّ وعودٍ مسبقةٍ حول نتائج المفاوضات

ما زالت مفاعيل زيارة الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينيّة وقبلها إلى المملكة العربيّة السعوديّة تطغى على المشهد السياسيّ في الدولة العبريّة. ولوحظ أنّ هناك شبه إجماع على أنّ خطاب ترامب في تل أبيب كان صهيونيًا بامتياز، وكأنّه كُتب بأيدٍ إسرائيليّةٍ، ولكنّ مُحلل الشؤون الخارجيّة في القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، ندّاف إيال، اعتبر أنّ الخطاب كان عمليًا فارغ المضمون، عبارات ومفردات في صالح إسرائيل، ولكن في المحصلة العامّة، أضاف لم نلمس أيّ شيء على أرض الواقع، ورأى أنّ الخطاب هو بيع أحلام للإسرائيليين لا أكثر ولا أقّل، على حدّ تعبيره.

وتابع قائلاً: ترامب يعطي انطباعًا بأنّه وصل لإسرائيل وقد وضع هدفًا، ويريد تحقيقه، فقد أعرب عن اهتمام كبير بالشأن الفلسطينيّ، حيث تناول هذا الشأن بجزءٍ كبيرٍ من اللقاء، تحدث باختصارٍ عن القضية الفلسطينية، وهاجم على وجه التحديد إيران والاتفاق النوويّ الذي تمّ توقيعه معها، وقال أيضًا لنتنياهو إنّه يعلم بأنّ المفاوضات مع الفلسطينيين ستكون صعبة، لكنّه واثق من أنّ الأمر سينتهي في نهاية المطاف بصورةٍ إيجابيّةٍ، على حدّ تعبيره.

أمّا صحيفة (معاريف) العبريّة فرأت أنّ إسرائيل حظيت بالدعم التام من رئيس الولايات المتحدة دعمًا لم تره منذ سنين، وتابعت: بعد أربعة أشهر فقط في البيت الأبيض يبدو أنّ هناك تماهيًا تامًا بين نسق المصالح القوميّة الإسرائيليّة ومصالح الولايات المتحدة، وهي الحرب على الإرهاب ومنع إيران من الحصول على السلاح النوويّ، إلى جانب تماهي وتعزيز نسيج العلاقات الاستثنائية بين البلدين. وأكّدت: كان يكفي أنْ ترى العناق الدافئ بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وترامب، والتعاطي المفضل والداعم لإسرائيل من قبل الرئيس الأمريكي لتحظى بالدليل على ذلك.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه على خلاف سلفه، لم يأتِ ترامب إلى السعودية وإلى إسرائيل أوْ إلى السلطة الفلسطينيّة ليُلقي المواعظ أوْ ليصوغ سياسات أوْ ليفرض حلًا سلميًا ما في الشرق الأوسط، أتى ترامب إلى هنا ليحقق ثلاثة وعود وعد بها ناخبيه في حملته الانتخابية: الحرب على “الإرهاب الإسلامي المتطرف”، منع إيران من الحصول على سلاحٍ نوويٍّ، وإيجاد فرص عملٍ للأمريكيين.

وخلُصت الصحيفة إلى القول إنّه على امتداد رحلته حدد الرئيس الأمريكي محور الشر خاصّته (إيران وحزب الله و”داعش” وحماس)، المحور الذي يمثل من منظوره العقبة الأساسية أمام استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط، والجهة التي تعرض المصالح الأمريكية في المنطقة للخطر، ومن المفترض أننّا سنرى ترامب يقوم بخطواتٍ في المجتمع الدوليّ حول المشكلة الإيرانيّة، بل وربمّا يدفع باتجاه مناقشة الاتفاق النووي معها من جديد، على حدّ تعبيرها.

إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤولٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ، وصفته بأنّه رفيع المُستوى قوله: لقد عاد الفلسطينيون 100 عام إلى الوراء، مُشيدًا بالنهج الأمريكيّ الجديد في التعامل مع القضية الفلسطينية، وقال إنّه لأوّل مرّةٍ منذ عدة سنوات لا يكون لدى السلطة الفلسطينيّة أيّ وعود مسبقة حول نتائج المفاوضات مع إسرائيل، ولذلك حسب تقديره هناك فرصة عالية جدًا بأنْ تحرك الخطوة التي بادرت لها الإدارة، في حال فعلًا تحققت، عملية السلام السياسية العالقة منذ سنوات طويلة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ المسؤول السياسيّ أوضح أنّه منذ أنْ أعلنت إدارة بوش في العام 2003 عن “خارطة الطرق”، ورئيس السلطة الفلسطينية عبّاس يعلم أنّ نتائج المفاوضات ستقود لـ”حل الدولتين” على أساس حدود 1949، مثلما ذكر في الوثيقة.
وتابعت: بعد بوش جاء أوباما الذي كان ملتزمًا أكثر بهذا النهج، حسب معلومات المسؤول الإسرائيلي، في ظلّ تلك الشروط لن يكون لعبّاس أيّة مصلحة لإدارة مفاوضات فعالّة مع إسرائيل، حيث أنّه يعلم بأنّ ليس هناك ما يخسره. الإدارة جاءت الآن بنهجٍ عمليٍّ جديدٍ، لا يحدد منذ البداية نتائج الصفقة ولا يمليها للطرفين، بل يخلق منبرًا وإطارًا للمفاوضات، وعلى الطرفين أنْ يتوصلا للنتائج وحدهما، أكّد المسؤول الإسرائيليّ الرفيع للصحيفة العبريّة.

في هذا السياق، أشار المسؤول إلى أنّ الامتناع المستمر للرئيس الأمريكيّ عن استخدام مصطلح “حل الدولتين” يُعيد الفلسطينيين 100 عام إلى الوراء، إلى الأيام التي أعقبت معاهدة فرساي (1919)، ومصطلح (تقرير المصير) الذي تستخدمه الإدارة اليوم، يقدم تفسيرات كثيرة بأنّها ليست بالضرورة دولة. وخلُص المسؤول الرفيع إلى القول: في العالم يوجد آلاف الشعوب، ولكن فقط 200 دولة. هناك (تقرير مصير) سياسيّ و(تقرير مصير) اقتصاديّ، وهناك حكم ذاتيّ، ومجموعة مختلفة من الاحتمالات، على حدّ وصفه.

صحيفة راي اليوم اللالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى