هل حزب الله هو الهدف القادم؟ (إبراهيم الشيخ)

إبراهيم الشيخ

 

ثمة توافق بين قوى إقليمية متعددة، بضمنها المعارضة اللبنانية، أن الوقت قد حان لافقاد ايران احدى اوراقها القوية في المنطقة.

لا شك بأن الازمة السورية القت بظلالها الثقيلة على حزب الله من حيث الدعم الذي كان يتلقاه من هذا البلد والذي شكل له الداعم الاكبر الى جانب ايران بالطبع، فهذه الازمة أثرت على اوضاع الحزب الداخلية وستؤثر على مستقبله في حال سقوط النظام السوري.
ان حزب الله يعيش ضغوطا كبيرة وتحديات جسيمة تحتم عليه مواجهتها، وهو في وضع لا يحسد عليه، فالاوضاع القائمة في سوريا اضطرته الى التدخل في هذا الصراع، وايضا وجد نفسه في مواجهة المعارضة السنية التي تطالب بنزع سلاحه وفك ارتباطه بايران وبالنظام السوري، والتحدي الثالث الذي يواجهه الحزب هو المواجهة مع العدو الاسرائيلي الذي يهدده بالحرب في حال اي هجوم على المصالح الاسرائيلية.
فالقوى اللبنانية الداخلية المعارضة لحزب الله مستعدة للتعامل مع اي طرف من الممكن ان يساعدها للتخلص من سيطرة حزب الله، ولا شك بأن بعض القوى الاقليمية والدولية على استعداد للعب هذه الورقة من خلال دعم هذه القوى المعارضة والتي لا تختلف اهدافها عن اهداف القوى الدولية وهي التخلص من هذا الحزب.
بالرغم من التهديدات الاسرائيلية بشن حرب على حزب الله، الا ان اسرائيل تفضل في الوقت الحالي المراهنة على المعارضة اللبنانية التي تحاول الضغط عليه من اجل تغيير سياسته واجباره على فك الارتباط بايران وسوريا، وتسعى اسرائيل ايضا الى خلق مواجهات وجر الحزب الى حرب داخلية مع القوى المعارضه له.
فالقوى المعنية بالحرب في المنطقة لا تخفي استعداداتها وتجري المناورات باستخدام جميع انواع الاسلحة واحدثها، وكأن الحرب ستحدث اليوم أو غداً، وكل المعطيات والدلائل تشير الى وقوع حرب ما في المنطقة بين حزب الله واسرائيل وليس بالضرورة مع ايران، فاسرائيل لا تقدر ان تعيش وتتعايش مع قوة تهددها كقوة حزب الله وخاصة بأنها موجودة على حدودها، ولذلك تبدو الحرب قادمة لا محالة وان المسألة مسألة وقت، ولذلك دولة الاحتلال الاسرائيلي تعد العدة وتنتظر اللحظة المناسبة لشن حرب على لبنان، ولكنها تنتظر الى ما ستنتهي اليه الاوضاع في سوريا.
ان الجميع متخوف من هذه الحرب وتبعاتها والتي من الممكن ان تكون هذه المرة مختلفة عن سابقاتها وانها ستكون مدمرة ومكلفة وحاسمة وكل طرف يتوعد الطرف الاخر بالمفاجأت.
ان لبنان كان ومازال ساحة لحسم الخلافات الاقليمية والدولية، وفشلت كل محاولات تحييده عن مشاكل المنطقة، ولذلك تبدو المرحلة المقبلة مهمة لهذا البلد الذي من الممكن ان يتحول بامتياز الى ساحة لحل الصراعات بين الاطراف التي تتدخل في الازمة السورية، وان ارتدادات هذه الازمة ستؤثر سلباً على لبنان وذلك في حال بقاء النظام السوري او في حال سقوطه.
فمحاولات اشعال الوضع في لبنان لا زالت قائمة، وتجهد بعض القوى لخلق حالة الفوضى واللعب على وتر الخلافات اللبنانية الداخلية، من خلال الاغتيالات، وكان اخرها اغتيال وسام الحسن، وبدون شك بان الجهة التي اغتالت الحسن ارادت خلط الاوراق والمراهنة على الاقتتال الداخلي وخلق حالة من عدم الثقة بين الاطراف اللبنانية وتبادل الاتهامات حول من هو المسؤول عن هذا الاغتيال.
وبما ان التحقيقات لم تتوصل الى الجهة التي تقف وراء قتل الحسن، من الممكن التكهن بأن جهات متعددة لها مصلحة بقتله ولكل اسبابه واهدافه من وراء هذا الاغتيال.
ان مسألة ارتباط حزب الله بايران تعتبر من المسائل المهمة التي تفرق اللبنانيين، ولذلك يبدو ان مشاكل لبنان لن تنتهي الا بانهاء الخلافات بين القوى الاقليمية والدولية وتوافقها، الا ان هذا التوافق يبدو صعباً في الوقت الراهن.
فحزب الله من الممكن ان يكون هو الهدف القادم بعد سوريا من قبل القوى الاقليمية والدولية، فالولايات المتحدة تحاول جاهدة ومنذ وقت طويل بمطالبة الاتحاد الاوروبي بإدراج حزب الله على قائمة التنظيمات الارهابية ولكن اوروبا ما زالت ترفض ذلك، وتقوم الولايات المتحدة بدعم القوى اللبنانية المعارضة لهذا الحزب، والكيان الصهيوني بدوره يتوعد حزب الله بحرب شرسة، اما الدول العربية والتي تدعم المعارضة اللبنانية مستعدة ايضا زيادة دعمها ولو وصل الامر حتى الى الدعم بالسلاح من اجل تحقيق هدفها وهو التخلص من هذا الحزب، فالهدف الرئيسي لهذه القوى بدون شك هو افقاد ايران احد اوراقها القوية في المنطقة.

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى