اِجعل قرارك مشبعاً بالحزم ( 1 )

خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )

” إنّها فكرة أو قرار قد يصنعان منك قصة نجاح وبمثلهما قد تظل واقفاً في مكانك !! ” وائل نيل

” ليس هناك من هو أكثر بؤساً من المرء الذي أصبح اللاقرار عادته الوحيدة ” ويليام جيمس ”

وأنا أبدأ لأقول : اِجعل قرارك مشبعاً بالحزم لأنّه ليس مجرد كلمة من أربعة حروف بل إنّه مجموعة عمليّات وخطوات قد تجعلك في موضع آخر تماماً !!!

ألهذه الدرجة موضوع اِتخاذ القرار الصائب مهمّاً ؟؟؟؟

بالتأكيد نعم ؛ فهي أمور تتوقف عليها كل حياتنا ؛ بل وما حياتنا أساساً إلا مجموعة قرارات ….!!

فالنجاح قرار والفشل قرار والسعادة قرار والبؤس والإيجابية والسلبية والتفاؤل والتشاؤم والجهل والمعرفة والراحة والقلق والكسل وتطوير الشخصية والمهارات وووو إلخ ؛ كلّها قرارات.

وقبل أن أخوض معكم في هذا الموضوع أود أن أقصّ عليكم باختصار قصة من بين ملايين القصص بدأت ( بقرار ) من طفل. فارح غراي Farrah Gray طفل زنجي وُلد في حي فقير من أحياء أمريكا ، مات الأب وترك زوجة مريضة وثلاثة أطفال ؛ لكنّ الأم كانت تتحامل على مرضها و تعمل بجد لتُعيل أسرتها ؛ كان هذا الطفل ينام ويصحو وينظر بعين الشفقة لوالدته المريضة التي تجاهد المرض وبالكاد توفّر لقمة العيش ؛ وبالعين الأخرى كان ثمة شيء يتأجج لإيجاد مخرج مما هم فيه.

أين المخرج والفقر بمخالبه يُحكم القبض عليهم ؟

لكن مهلاً لا وألف لا!

فقد كان لسان حاله يقول ماقاله ستيفن كوفي ” أنا لست نتاج ظروفي أنا تناج قراراتي ” ؛ وهنا جاء دور القرار الأول الذي بُنيت عليه بعد ذلك سلسلة قرارات غيّرت حياتهم بأكملها !

هبّ الطفل ذو الثماني سنوات من على الأرض وتناول بطاقة صغيرة كتب عليها ” مدير القرن الواحد والعشرون” ثمّ مهرها بتوقيعه كاتباً ” المليونير الصغير “ وألصقها فوق فراشه لتبقى عينيه على الحلم ليل نهار.

بدأ بأن طلب من والدته ” التي كانت ترى تأجج شعلة الطموح في عينيه ولمعة الإصرار” مبلغاً صغير اً جداً لشراء عبوات مستحضرات تجميلية بسعر الجملة وبيعها بسعر المفرق وبالفعل بدأ مشواره ؛ لكنّه لم يكتف بمساحيق التجميل بل وعلب البسكويت والمشروبات الغازية وبنفس القاعدة يشتري بالجملة ويبيع بالمفرق وفي كل يوم كان ( قراره ) ألا يعود إلى المنزل إلا وباع كل مالديه !!

وهكذا كانت أرباحه تزيد وبدأت الأحوال تتحسن ودخل سلك التعليم وكذلك ساهم في دخول إخوته للمدرسة ؛ لكن ليس بعد. ليس هذا ما يرنو إليه لا تنسوا أنّه ( قرر ) أن يكون المليونير الصغير.

وعندما أصبح في سن الخامسة عشرة أدرك من خلال اختلاطه بالأسواق التجارية أن هناك نقطة قوة لديهم عليه استغلالها والبدء منها ؛ ألا وهي نكهة سحرية لا تُقاوم لحساء والدته ، لم يتردد وضع بعضاً منها في زجاجة وأخذ يدور على معامل تصنيع الغذاء المعلّب، وكانت النتيجة أن صاحب أحد المعامل أُعجب كثيراً بهذه النكهة اللذيذة وتعاقد معهم ؛ والمفاجأة أن أرباح هذا المنتج لأول عام كانت 1.5 مليون دولار !!

أخذ حصته وعالج والدته وعندما تناول الكثيرون قصة نجاحه و كفاحه وإصراره ؛ ذاع صيته وحصل كمكافئة على اجتهاده بأن قدمت له حكومته منحة دراسية وتمّ تعيّنه عضواً فخرياً في المجالس التجارية رغم صغر سنّه. وفي عمر 19 سنة ( تخيّلوا ) ألّف كتاب بعنوان : ( 9 خطوات لتصبح مليونير ).

الكتاب الذي حقق نسبة عالية جداً من المبيعات وزاد من دخله وحقق لقب ” المليونير الصغير “ فقرر تأسيس جمعية خيرية تقدم خدمات ومساعدات وأفكار للشباب لكي يبدؤا أعمالهم التجارية.

يالها من قصة تكاد لا تُصدّق !!

إنّه ( القرار ) الذي تعمّدت في كل المقال أن أضعه بين قوسين.

نعم إنّه ( القرار ) الذي قد يغيّر مجرى حياتنا بأكملها .

إذن فحريٌّ بنا أن نتعرف على فن ومهارة تشكّل وتُقولب حياتنا ومستقبلنا ؛ ألا وهي فن إتخاذ القرار ؟؟

ماهي السبل التي يجب أن نتبعها لاتخاذ قرارات صائبة تُفضي بنا إلى سعادة نرنو إليها ؟؟ هذا ما سنعرفه في المقال القادم بإذن الله تعالى.

تسعدني متابعتكم .

لكم مني أجمل التحيات.

* مدربة تنمية بشرية

www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى