قطوف من السعادة ( 2 )

خاص بموقع ( بوابة الشرق الأوسط الجديدة )

تُشرق الشمس بعد أن تغيب طويلاً .. وبعد الشتاء القارس لا بدّ ربيعاً ، وبعد الأحزان الكثيرة لابدّ سروراً ؛ هكذا هو قانون الحياة فلا تبتأس واِسعد !! واعلم أن السعيد ليس من وُجد في ظروف معينة ؛ ولكن السعيد من لديه قناعات داخلية ليتعامل مع ظروفه الخارجية أيّاً كانت ؛ وبوسع المرء أن يحيا سعيداً ولو بأمور بسيطة.

وقد قطفت لكم في المقال السابق بعض القطوف التي تشعرنا بالسعادة وها أنا ذا اليوم أقدم لكم بعض العناقيد الأخرى :

* جاءت ميكائيل جان إلى كندا عام 1968 قادمة من هايتي لدراسة الصحافة وفي عام 2005 أصبحت حاكمة كندا. لا تستصغروا أحلامكم و ليكن لديكم أهداف فوجود هدف وحلم وحده يضفي السعادة على النفس ويعطي للحياة معنى !!

* ليكن لديك سجل ملاحظات تدوّن فيه إنجازاتك كلها صغيرها وكبيرها وكن فخوراً بها مهما صغرت ولو كانت مجرد بسمة زرعتها على وجه طفل اِكتبها ..!! وكافئ نفسك بين الحين والآخر على إنجازاتك ولا تنتظر مكافئة أحد ؛ فقم مثلاً بشراء شيء تحبه من ملبس أو مأكل ، ولو مجرد وردة صغيرة لا تبخل بها على نفسك.

* تحدّى نفسك لتغير عادة سيئة عندك كالتدخين مثلاً وانظر للسعادة التي تغمرك عندما تفوز وتنتصر على ذاتك باتجاه حياة أفضل.

* ليكن في معلومك أن أثمن الساعات ليست تلك التي تعرض في الفاتيرنات بل هي الساعات التي تقضيها مع من تحب ؛ مع أمك وأبيك أختك وأخيك ، زوجتك وأولادك وأحفادك وكذلك أصدقاؤك المقربون المخلصون.

* لا تقبع في غياهب الماضي ولا تعش خائفاً من شبح المستقبل، فالمستقبل في رحم الغيب وهو ليس شيء تنتظره وإنما شيء تصنعه؛ لذلك عش يومك بكل تفاصيله مستثمراً كل ثانية فيه.

* رتابة الحياة العادية والروتين المتكرر كل يوم قاتل للروح، لذلك قم بتغيره من وقت لآخر؛ فمثلاً اِذهب لعملك مشياً على الأقدام ، أو اقضِ نهاية عطلة الاسبوع خارج المنزل كنزهة بسيطة … أو زيارة أماكن أثرية ضمن بلدك …. إلخ ؛ ستشعر بتجدد في كيانك.

* تعلم مهارات جديدة فالعالم في تطور مستمر .. وإن لم تواكب هذا التطور بما يحقق لك الفائدة والسعادة فسوف تصاب بالإحباط ، وتذكر أنّه من يتوقف عن التعلم والتطوّر هو عجوز سواءً في العشرين أو في الثمانين فلا تجعل التقدم الوحيد في حياتك هو التقدم في العمر !!

* اِغرس أنواع جديدة من الورود في حديقتك وإن لم توجد حديقة اِزرع شتلة في منزلك وتعهدها برعايتك ؛ دع يديك تلامسان التربة الناعمة النديّة وهذا له خصوصية في إضفاء شعور السعادة في النفس.

*لا تهمل ممارسة الرياضة كل يوم فجسم الإنسان أشبه بالآلة إن تركتها علاها الصدأ وهوت إلى مزالق العطب ؛ ولكي تحيا حياة سعيدة هانئة مثمرة يجب أن تتمتع بصحة جيدة.

* ليكن في معلومك أن أروع وأسعد غرفة تسكنها هي قلوب الناس فلا تهملها و استشعر السعادة الغامرة وأنت تمد يد العون لأحدهم ؛ فالمساعدة والسعادة كلمتان متشابهتان في الحروف متكاملتان في المعنى فالأولى مكانها في الخارج والثانية نتيجة للأولى تنعكس على باطنك فتتذوق طعم آخر للسعادة.

وختاماً أقول : كل الأنبياء والعلماء والفلاسفة والمفكرين أجمعوا على أن السعادة هي سلام داخلي تشعر به بغض النظر عن أي شيء يحدث في حياتك ؛
لذلك :

إذا أفلت شمس يومك وحلّ الظلام ، فلا تنسى أن تشعل شمسك الداخلية الروحية فكما أن الدفء يعقب ضوء الشمس فإنّ الحياة الأسمى والأكثر سعادة تأتي على أعقاب إتاحة الفرصة للضوء الداخلي أن يسطع !!

لكم مني أطيب التحيات

* مدربة تنمية بشرية
www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى