هل من وجود لما يُدعى ” الحظ ” ؟؟!!

خاص بموقع ( بوابـة الشـرق الأوسـط الجديـدة )

يعتقد معظم الناس أنّ الحظ هو هبة يأتي بلا موعد لأحدهم أو يُولد فجأة لمن يستحقه ولمن لا يستحقه ؛ كيف ومتى؟؟ لا ندري لكن هكذا يحل على شخص ما فنسمّيه محظوظ !! ويتملّكنا التحسّر والألم من شيء جميل يملكه غيرنا ونفتقده نحن فنسرع لنقول لديه حظ بينما نحن فلا.

والمشكلة الأخطر هي أنّ كثيراً من الناس يعيش عمرهُ منتظراً ضربة حظ ” كما يسمونها ” تحقق له أمانيه وتطلعاته ؛ فالحظ بنظرهم فانوس سحري ما إن يملكونه إلا ويملكون السعادة بأكملها.

وأنا أقول : إنّ اِنتظار الحظ حرفة العاجز ؛ تبرير لمن لايحبون بذل الجهد ؛ ومخرج لهم من حب الكسل والتراخي والاستسلام !! وهنا لكم أن تسالوني إذن أنتِ لا تؤمني بما يسمى الحظ ؟

وسأفاجأكم بجوابي ..!!

بلى أنا أؤمن به ؛ بل وتعرّفت عليه وخبرته ولذا سأعرفكم عليه آملةً أن يجود عليكم بلقائه.

فماهو الحظ؟

الحظ : هو اِلتقاء الفرصة مع الجاهزية والاستعداد !!

مامعنى ذلك ؟؟

على سبيل المثال : قرأتَ إعلان لإحدى الشركات المرموقة تطلب موظف يجيد اللغة الانكليزية ويتقن العمل على الحاسوب براتب جيد جداً . هذه فرصة لكن إن لم تكن مستعداً لها ؛ إن لم تكن قد عملت على تطوير مهاراتك مسبقاً ؛ إن إن … إلخ ؛ فلا تظلم الحظ عندها.

لقد كان هناك ينتظرك على باب الشركة لكنّك أنت من لم تكن مستعداً للقائه.. ولو كنت على أُهبة الاستعداد فمستحيل وألف مستحيل ألّا تلقاه !!

وقس على ذلك كل الفرص التي تزخر بها الحياة.

هل أخبرك سراً ؟ إنّ الحظ يحب بل يسعى نحو المجتهدين والمثابرين دوماَ ؛ نحو من لا يملّون ولا يتأفّفون من بذل الجهد في سبيل تحقيق أهدافهم ؛ هناك مثل إنكليزي يقول The harder I work, the luckier I get أي ستكون محالفة الحظ لي على قدر الجهد والتعب الذي سأبذله ؛ وهناك أيضاً مقولة للويس باستور أحبها : Luck favors the prepared mind ومعناها : إن الحظ يفضّل العقول المُهيأة المستعدة الجاهزة !! فماذا هيأت للقاءه ؟؟

بل وثمة مفاجئة أخرى !! هل تعلموا أن الحظ يقيم معنا؟! لكنه يتقدم لمساعدتنا فقط عندما نبدأ العمل ونُوقد الهمم !

الحظ نتيجة و لها أسباب تعمل وجهلنا بهذه الأسباب هو ما يجعلنا لا نلتقي به. لقد كانت قصة المليونير الصغير فارح غراي التي أدرجتها في أحد المقالات السابقة واحدة من بين آلاف القصص الذي تثبت بأن الشيء الوحيد القادر على قهر ودحر الحظ العاثر هو بدء العمل الجاد ؛ وأن الحظ الجيد ماهو إلا نتيجة تراكمية للعمل الدؤوب والإرادة الصلبة ؛ وبعد كل هذا أما زلت تجلس تنتظر الحظ ؟؟ أما زلت تقرأ كل يوم حظك في الأبراج وتبني كل قرارتك على خرافات ؟؟ أما زلت تؤمن بأن الحظ يختار الناس عشوائياً ؟ أما أما … ؟؟؟

أما أنا فأقول لك :

إنّ الطموحات والأحلام لا ترتوي إلا بعرق الجبين فاعمل واضرب بفأس جهدك في أرض الأماني وستجد الحظ مستعداً لتقديم مساعدته لك لتجني الثمر؛ وهذا ما نسمّيه عون الله عزوجل وتوفيقه لك لكن بعد أن يرى سعيك واجتهادك !!

يسعدني تفاعلكم ومناقشاتكم.

لكم مني أجمل التحيات.

* مدربة تنمية بشرية

www.facebook.com/Lena.Mhd.Matteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى