وللحروف سحرها الخاص ( 3 )

خاص بموقع ( بوابة الشرق الأوسط الجديدة )

“أخبرني الأطباء بأنّي لن أستطيع السير مجددًا ، ولكنّ أمي قالت لي أنني سأستطيع … فصدقت أمي”. كلمات قالتها ويلما رودولف الحائزة على لقب” أسرع اِمرأة على وجه الأرض..!!!”

أصيبت بفيروس في طفولتها تسبب لها بشلل نصفي ، وأخبرها الأطباء بأنها لن تستطيع المشي مجدداً ؛ لكنّ الأم لم تستسلم وكانت تواظب على أخذ ويلما إلى مراكز العلاج الفيزيائي ، وليس ذلك فحسب بل كانت في كل لحظة تخبر ابنتها بثقة كبيرة بأنها سوف تكون قادرة على المشي إن آمنت بذلك في عقلها الباطن وتحدّت الإعاقة ؛ فصدقت ويلما والدتها ، بل كانت ترسم في مخيلتها صوراً لنفسها وهي تجري بسرعة كبيرة ،

وكانت النتيجة المذهلة ميدالية ذهبية في سباق الأولمبياد لعام 1960 ولقب ” أسرع إمرأة في العالم ” !!

بالطبع لست بصدد ذكر تفاصيل قصتها فستجدونها كاملة على مواقع الويب لكني أقف مذهولة أمام قوة وتأثير الحروف إلى درجة أن أحالت إعاقة إلى نجاح عظيم باهر بقدرة المولى عزوجل !!

إذن من معاقة إلى بطلة !! لا تستغربوا فلقد أثبتت الدراسات الحديثة أن دماغ الإنسان مثل الحاسب الآلي نستطيع تخزين أي شيء فيه كصور، كلمات ، معلومات ، أرقام ..الخ، ويقوم العقل ببرمجة الفعل واستخراج السلوك على أساس المُدخلات التي نقوم بإدخالها إليه ، تماماً كمثال الحاسب والطابعة ؛ فالطابعة تخرج صورة مطابقة تماماً لتلك الموجودة على الحاسب ؛ وهنا تكمن خطورة الكلمات التي ترسم صور سلبية ؛ففي إحصائية قام بها علماء النفس حيث طافوا على معظم السجون في العالم ليجدوا أن 90% من المساجين تلقوا كلمات من أهاليهم فحواها أن يوماً ما ستكون نهايتهم في السجن !! أليست النسبة هائلة ؟؟ أليس حريٌّ بنا أن نعي كلماتنا وأن نفكرمليّاً قبل أن تفترق شفتانا ؟؟

هل تعلمون أنه من الممكن أن تكون كلماتنا قاتلة أحياناً ؟؟ ولذلك ولأهمية وخطورة الأمر أحببت أن أزودكم بأحدث الدراسات التي تتعلق بهذا الموضوع:

* أثبت الطب الحديث أن الكلمات الجارحة سميت جارحة لأنها تسبب جروحاً حقيقية في الدماغ ، و تؤدي إلى موت بعض الخلايا أو تلفها مسببة نوعاً من العطل في التفكير ، مما قد يؤدي في نهاية المطاف لأمراض نفسية وجسدية خطيرة !!

* كما أثبت كذلك أن للكلام السلبي آثاراً مدمرة على صحة الإنسان وهذا ما يفسر حدوث العديد من حالات الوفاة التي كانت بسبب خبر سيء قيل لأحدهم فأصيب بنوبة قلبية أدت إلى وفاته !! ومن هنا استنتجوا بعد عدة أبحاث وتجارب أن الكلمات السلبية تسبب ضيق في التنفس و تسرع في ضربات القلب ، وتتسبب في ارتفاع ضغط الدم في الشرايين وتشكّل الخثرات فيه ؛ هذا بالنسبة للكلمات شديدة التأثير، لكن حتى الكلام السلبي العادي الذي لا نأبه له ولو مع ذواتنا كأن يقول أحدكم لنفسه : أنا لا أستطيع النجاح ، لست ذكياً كفلان ، أنا فاشل ، لست رشيقة …. الخ ؛ حتى هذا النوع من الكلام الداخلي يتسبب بصداع في الرأس وتوترات في الأعصاب وفقدان التركيز على أي شيء ، بل وانخفاض مستوى النشاط عند الإنسان !!

وكما أن للحروف السلبية كل هذا التأثير وأكثر؛ بالمقابل فإن الكلمات الجميلة الإيجابية تساهم بإفراز هرمون الأندروفين وهو مايسمى بهرمون السعادة ذلك لأنه يصاحب إفرازه الشعور بالراحة والطمأنينة وزيادة بالنشاط والحركة والحيوية فكثيراً ما تسمع كلمات تشعر أنك ستطير فرحاً من وقعها عليك ؛ وليس ذلك فحسب بل إنها كذلك تحث على إفراز هرمون آخر هو الإنكيفالين وهذا الهرمون له خصائص مسكنة للآلام ويطلقون عليه هرمون العقل المبتهج ، وقد أثبت العلماء في هذا المجال أن إفراز هذه الهرمونات بفعل تأثير الحروف الجميلة يساعد على ضبط ضغط الدم ومستويات السكر فيه ، وأضافوا بأن الكلمات الإيجابية تعزز المناعة عند الإنسان فهي تساهم في زيادة عدد الكريات البيضاء ، وهذا مادفعهم لإستخدام كلمات مفعمة بالأمل مع مرضى السرطان وقد لاحظوا على أثرها إنحسار المرض ، بل وكانت هناك حالات شفاء استثنائية !!

* أود أن أختم موضوع الأبحاث بدراسة أجمع عليها علماء النفس والطاقة والأعصاب وهي أن أعلى طاقة كلمات هي للقرآن الكريم !! كيف لا وهو كلام الله عزوجل !! وكذلك لأسماء الله الحسنى واكتشفوا بأن لها من التأثير العجب العجاب على الإنسان سواءً في إضفاء السكينة على النفس وهدوء الأعصاب والطمأنينة في الروح !!

وأخيراً أود إخباركم بأننا نستطيع تأليف كتب عن مدى تأثير الكلمة لكني أكتفي بهذا القدر وأقول لكم إن الكلمة مسؤولية نتحملها و أمانة نؤديها، فأينما كان مكانك في الحياة سواءً إعلامي في وسائل الإعلام ، خطيب على المنبر، معلم ،كاتب ، أب ، أم …الخ فأنت مسؤول عن حروفك !!

اُنثروا كلمات الأمل والمحبة والسلام بين كل الناس فما أحوجنا تحت وطاة هذه الظروف الصعبة التي نمر بها لرشفات أمل نستعين بها في خضم الآلام ؛
فالكلمات كما السكر الذي يقلب مذاق الشاي المرإلى حلو ويصنع من الليمون الحامض عصيراً طيب المذاق .

لا تحبس كلمة عطرية داخلك فربّ كلمة أضاءت حياة أحدهم من حيث لا تدري !!، ويكفي أن أمرنا خالق الأكوان بها حيث قال عزوجل: (( وقولوا للناس حسناً )).

لكم مني أطيب التحيات

* مدربة تنمية بشرية

www.facebook.com/lmatteet

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى