علاقة دلهي بتل أبيب كانت سرا فأصبحت جهرا

نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا بقلم فلاديمير سكوسيريف عن العلاقات الهندية–الإسرائيلية، يشير فيه إلى أن الهند تشتري من إسرائيل صواريخ وطائرات من دون طيار.

كتب سكوسيريف:

استقبلت إسرائيل رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي بحفاوة بالغة، كتلك التي استقبلت بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس الحكومة الهندية إلى دولة إسرائيل، التي تأمل أن تنتهج الهند سياسة إيجابية تجاه إسرائيل وليس سياسة محايدة في الشرق الأوسط. أما دلهي فتأمل بالحصول على التكنولوجيا المتقدمة وأسلحة عصرية. ومع ذلك، فلن تدير الهند ظهرها للدول العربية حيث يعمل الملايين من مواطنيها، بحسب الخبراء.

ويذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعلن مرارا أن إسرائيل لا تعاني عزلةً دبلوماسية بسبب موقفها إزاء فلسطين. بل على العكس من ذلك، فإن الدول، التي تفتقر إلى مساعدات في مجال التكنولوجيا والتجسس ومحاربة الإرهاب، تتودد إلى إسرائيل.

وإن ما يؤكد هذا هو زيارة رئيس الحكومة الهندية إلى إسرائيل بعد مضي 25 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، فقد قال نتنياهو مرحبا بمودي في المطار: “لقد انتظرناكم طويلا، زهاء 70 سنة، منذ إعلان قيام دولة إسرائيل”.

وتشير صحيفة نيويورك تايمز، إلى وجود علاقات واسعة في مجال الدفاع بين الهند وإسرائيل. فقد وافقت الهند على شراء صواريخ دفاع جوي إسرائيلية بقيمة ملياري دولار، وهذه هي أكبر صفقة في تاريخ إسرائيل. كما ينوي البلدان توسيع التبادل التجاري والتعاون بينهما في القطاع الزراعي والموارد المائية.

غير أن هناك عقبات على طريق تقاربهما. فالهند على مدى عشرات السنين تتضامن مع فلسطين، ووقفت على مسافة من إسرائيل لكيلا تفسد علاقاتها مع العالم العربي. أما نتنياهو فكان يسعى لإضعاف علاقة الهند بفلسطين، ويبدو للوهلة الأولى أنه حقق مبتغاه، حيث إن مودي، خلافا لزعماء العالم الآخرين، لن يزور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

من جانبها، لفتت بي بي سي إلى خرق نتنياهو قواعد البروتوكول المعتاد، حيث رافق مودي معظم الوقت. لأن مثل هذا التكريم والاحترام يحظى به عادة الضيوف المميزون، مثل الرئيس الأمريكي.

هذا في حين أن كومارا سوامي، الأستاذ في جامعة جواهر لال نهرو، قارن سياسة الهند تجاه إسرائيل بعلاقة حب سرية، وأن الأوان آن لكشفها.

بدوره، يقول الأستاذ من جامعة بار إيلان الإسرائيلية إفرايم إنبار إن ما يقرِّب بين الهند إسرائيل، هو عدوهما المشترك – الإسلام الراديكالي.

أما الأستاذ في معهد موسكو للعلاقات الدولية سيرغي لونيف، فلا يتفق مع ما تنشره وسائل الإعلام الغربية عن تغير موقف الهند من النزاع في الشرق الأوسط، وأشار في حديث مع “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى أن “الهند تنتهج سياسة متوازنة في الشرق الأوسط. فهي تفعل ذلك بين إيران وإسرائيل، وبين البلدان العربية وإسرائيل. وإن ما يجري هو استمرار لسياستها السابقة. وللهند موقف متزن في الشرق الأوسط، ولا تتدخل في أي نزاع هناك”.

ويضيف أن لدى الهند علاقات جيدة مع مصر والبلدان العربية الأخرى، وخاصة بلدان الخليج وذلك لعاملين: “وجود جالية هندية كبيرة في البلدان العربية، تقدر بعشرات الملايين. والمبالغ المالية الهائلة التي تحول من هذه الدول إلى الهند”. وإضافة إلى هذا، تستورد الهند من هذه الدول النفط والغاز.

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى