كيري ينتهج المسار الروسي تجاه الجماعات الإرهابية في سورية

في الوقت الذي تحقق فيه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا تقارباً أكثر من أي وقت مضى بالتعاون العسكري في سورية على الأرض، يبدو وزير الخارجية الأميركية جون كيري أكثر وأكثر وكأنه يسير على خط التوافق مع وجهة النظر الروسية تجاه المجموعات المتمردة التي تقاتل الدولة السورية، كيري قال أواخر الشهر الماضي في أسبن بولاية كولورادو “أهم شيء تفعله الإدارة الأميركية هو بذل المزيد من الجهود لهزيمة المتطرفين في سورية عبر “التوصل لتفاهم” مع الحكومة الروسية بخصوص كيفية التعامل مع الإرهابيين هناك، وسماهم كيري بالدولة الإسلامية، التي عادة ما يُشار إليها باسم داعش، وجبهة النُصرة (فرع تنظيم القاعدة في سورية).

كما ذكرت كيري والرئيس أوباما كانا قد اقترحا على موسكو زيادة درجة التعاون فيما بينهما ضد تلك الجماعات، خاصة، جبهة النصرة مقابل إقناع القيادة السورية بالالتزام بهدنة وقف إطلاق النار وعدم قصف المتمردين الآخرين، لكن بعد ذلك , ربما أخطأ كيري عندما ” ألقى بالجماعات المتمردة السورية الأخرى تحت عجلات الحافلة” عبر وصفهم بالجماعة ” الفرعية ” للإرهابيين قائلاً: “هناك مجموعتان فرعيتان – جبهة النصرة وداعش- وجيش الإسلام وأحرار الشام تحت اسم مجموعات فرعية وهاتان المجموعتان الفرعيتان هما اللتان تقاتلان أحياناً جنبا إلى جنب ضد القيادة السورية , في إشارة إلى الجماعتين المتمردتين اللتين لم تسميهما الولايات المتحدة بالجماعات الإرهابية حتى الآن، هذا التصريح الذي لم تعره وسائل الإعلام في أسبن الاهتمام إلى حد كبير، مع ذلك قًرعت أجراس الإنذار داخل إدارة أوباما، قال لي اثنان من مسؤوليي الإدارة الذين يعملون في سوريا بأن تسمية كيري لجيش الإسلام وأحرار الشام باسم “مجموعات فرعية ” للتنظيمات الإرهابية لم تكن دقيقة تماما وإنما يمكن أن تكون ضارة لجهود الحكومة الأميركية في إقناع الروس والدولة السورية بعدم شن هجوم عليهم”، على مدى شهور , كنا نحاول التأكيد للروس والدولة السورية عدم مساواة هذه المجموعات مع الإرهابيين ” مسؤول كبير في الإدارة قال لي ” خط كيري وصل نقطة الخضوع ” في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي بانه لم يكن هناك تغيير على الإطلاق في دعم الحكومة الأميركية لسياسة الأمم المتحدة في تحديدها للجماعات التي يجب استثنائها من وقف إطلاق النار، والذي يُعرف أيضاً ب ” وقف الأعمال العدائية”.

“لقد كان الوزير كيري ببساطة يحاول وصف مدى تعقيد الوضع في سورية، ونحن لم نغض الطرف عن فكرة أن بعض المقاتلين حولوا ولاءاتهم” قال كيربي.حتى لو أخطأ كيري، ترى بعض الجماعات السورية في تعليقاته مثالاً لكيفية استدارة إدارة أوباما ببطء، و التحرك بثبات باتجاه وجهة النظر الروسية حيال سورية، والتي تضع جميع الجماعات المعارضة في بوتقة واحدة وتصفهم بالإرهابيين، “روسيا تعتبر جميع الثوريين والجماعات المتمردة مثلها مثل داعش وجبهة النصرة لتسويغ قصفها العشوائي للمدنيين وللمعارضة المعتدلة” قال معاذ مصطفى وهو المدير التنفيذي لفرقة الطوارئ السورية وهي منظمة أميركية – غير حكومية – تعمل مع المجموعات المتمردة في سورية، واضاف مصطفى : “أحرار الشام مكونة من وحدات إسلامية وسلفية وهي لا تؤمن بسورية ديمقراطية علمانية، لكنها ليست تابعة لتنظيم القاعدة ولا تتبنى اتجاه جبهة النصرة ، وجيش الإسلام يتلقى الدعم عن طريق حلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك المملكة السعودية وكان جزءاً من الفريق المفاوض للمعارضة في عملية جنيف”.

بموجب اتفاق التعاون الجديد المقترح، على روسيا الالتزام بوقف قصف الجماعات المتمردة السورية التي تُعلن الولايات المتحدة بأنهم ليسوا إرهابيين، والأمر صحيح من الصعب تمييز الجماعات التي تقاتل الدولة السورية بعضها عن بعض وفي بعض الأحيان تُشارك الجماعات الأخرى وتختلط معها، لكن السياسة الأميركية تستند على أساس معرفة وتمييز الواحدة عن الأخرى، لقد عكر كيري المياه، وهذا عادة بسب تأثير موسكو وأفعالها.

صحيفة واشطن بوست الأمريكية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى