من الذي يحتاج إلى “المرحلة الساخنة”

تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” إلى الأوضاع حول شبه الجزيرة الكورية؛ مشيرة إلى أن الحديث عن ضربة عسكرية أمريكية إلى كوريا الشمالية تحول من “غير مرجحة” إلى “حتمية”.

جاء في مقال الصحيفة:

ستوجه الولايات المتحدة ضربة إلى كوريا الشمالية، إذا ما استمر تقاعس الصين. هذا ما أكدته وكالة كيودو استنادا إلى مصادر لم تكشف عن هويتها. فقد صرح متحدث إلى لوكالة أن ممثل الخارجية الأمريكية أبلغ الحكومة اليابانية بهذا الأمر في بداية أبريل/نيسان الجاري. وتتوجه حاليا مجموعة سفن حربية أمريكية من بينها حاملة الطائرات “كارل وينسون” نحو السواحل الكورية. وتضيف الوكالة أن ممثل الخارجية الأمريكية أشار إلى وجود خيارين فقط: أما أن تشدد الصين الضغط على بيونغ يانغ، أو توجه الولايات المتحدة ضربتها.

وكتب السيناتور قسطنطين كوساتشوف في شبكة فيسبوك للتواصل الاجتماعي: “من الصعب التخلص من شعور القلق، عندما تقرأ أنباء تفيد بأن ترامب أرسل سفنا حربية إلى سواحل كوريا الشمالية، الدولة النووية بعد لحظة”. مع أن ترامب واثق بصحة حساباته. فقد كتب في تويتر “تبحث كوريا الشمالية عن المتاعب. فإذا قررت الصين المساعدة، فالأمر جيد، ولكن إذا رفضت، فسوف نحل هذه المسألة من دونها” وبدلا من توقيعه كتب “USA”.

اليابان قد تتحول إلى هدف

وأعرب رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي عن تفهمه لقرار واشنطن الحاسم بتوجيه ضربة إلى القاعدة الجوية السورية، من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي. ولكن كيف ينظرون في طوكيو إلى خطط فريق ترامب في تكرار السيناريو نفسه في تسوية المشكلة الكورية؟

رئيس وزراء اليابان

تثير تصرفات بيونغ يانغ قلق السلطات اليابانية. فطوكيو قلقة جدا من عدم رغبة كوريا الشمالية بالتخلي عن تطوير برامجها النووية والصاروخية. بل على العكس من ذلك، يؤكد الخبراء تقدمها تكنولوجيا. وهذا ما أكدته قمة “مجموعة السبع” الأخيرة.

وقد أعلن الموقف الرسمي للسلطات اليابانية الأمين العام لمجلس الوزراء يو سيهيدي سوغا، وهو يتضمن نقطتين: الضغط والحوار. أي بعبارة أخرى تسعى اليابان مهما كلف الأمر لإجلاس كوريا الشمالية إلى طاولة الحوار. وهذا الموقف تؤكده المعلومات المسربة. فقد أبلغ وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا في قمة “مجموعة السبع” الوفد الأمريكي أن من مصلحة اليابان تسوية المشكلة الكورية دبلوماسيا.

لا يعتمد الأمر كثيرا على طوكيو وسيئول

ومع ذلك لا تستطيع طوكيو إلا أن تساند واشنطن في مسعاها. لأنها تنفذ التزاماتها كحليفة، حتى يقال إنها “تثمن عاليا” نية إدارة ترامب باستخدام سيناريو القوة لتسوية المشكلة، وإنها تدرس إمكانية إجراء مناورات بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة تشترك فيها حاملة الطائرات “كارل وينسون”.

وتنظر طوكيو بجدية إلى احتمال تحول الوضع إلى ما يسمى بـ “المرحلة الساخنة”. وإن ما يدل على ذلك هو أن السفارة اليابانية في سيئول تستعد بنشاط لإجلاء مواطنيها المقيمين في كوريا الجنوبية، تحسبا لأي طارئ.

وبحسب الخبراء المحليين، أصبحت اليابان وكوريا الجنوبية رهينتين للوضع، على الرغم من أن الأمر لا يعتمد الأمر عليهما كثيرا. بيد أنهما هما ستتكبدان خسائر كبيرة في حال نشوب نزاع مسلح.

سيئول وبكين لا تريدان الحرب

مع تحول الحديث عن الضربة الأمريكية من “غير محتملة” إلى “ممكنة جدا”، ازداد قلق كوريا الجنوبية، بسبب خوفها من قيام كوريا الشمالية بمهاجمتها ردا على الضربة الأمريكية.

واستنادا إلى الأنباء المحدودة، التي تنشرها وسائل الإعلام الصينية، فقد أعلن الزعيم الصيني شي جين بينغ أن بكين تقف إلى جانب تسوية جميع المشكلات في العالم بالطرق السلمية، وأعرب عن أمله في التعاون مع واشنطن في هذا المجال.

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى