نوافذ للحوار| بريجنسكي يدعو إلى نشر قوات «ناتو» وسط أوروبا

 

قال مستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي إن «روسيا بإمكانها أن تأخذ شبه جزيرة القرم، إلا أنها ستخسر أوكرانيا إلى الأبد»، ذلك أن الأوكرانيين لن يغفروا لها ذلك، وشدد في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هافنغتون بوست» على أن استراتيجية الغرب يجب أن تمنح خيارات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع إبقائه على بينة بالعواقب المترتبة على اندلاع صراع مسلح في المنطقة، ودعا حلف شمالي الأطلسي «ناتو» إلى دعوة روسيا لحضور المناقشات الجارية بشأن الأزمة، بالتزامن مع وضع خطط طوارئ للحلف بنشر قوات في وسط أوروبا، استعداداً للرد في حال اندلاع الحرب وامتدادها.
كما دعا إلى حل أزمة أوكرانيا على غرار فنلندا بعلاقة اقتصادية مع روسيا والاتحاد الأوروبي من دون مشاركتها بحلف عسكري، مطالباً ألمانيا بأخذ المبادرة، وتوفير مساعدات اقتصادية واستثمارات لأوكرانيا.
وفي ما يلي نص الحوار:

* يبدو أن روسيا في شبه جزيرة القرم. كيف سيكون رد فعل الأوكرانيين؟

بريجنسكي: روسيا قد ينتهي بها المطاف إلى الحصول على شبه جزيرة القرم، لكنها ستخسر أوكرانيا إلى الأبد. والأوكرانيون لن يغفروا لروسيا ما قامت به.

*في المدى القريب المباشر، ماذا يمكن للغرب القيام به؟

بريجنسكي: ينبغي أن تكون استراتيجية الغرب في هذه اللحظة تعقيد التخطيط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتعين أن يمنح خيارات لتجنب الصراع، لكن يفترض أيضاً أن يكون على بينة بالعواقب السلبية للغاية التي ستلي اندلاع نزاع مسلح على روسيا.
وما أعنيه بالخيارات هو أن نشير إلى روسيا بأننا نفضل تسوية هادئة في أوكرانيا، ويتعين على حلف شمالي الأطلسي «ناتو»، من جهته، أن يدعو الروس للمشاركة في المناقشات الجارية بشأن هذه الأزمة.
لكن في الوقت نفسه، ينبغي أن ندع الروس يعلمون بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي. أولاً، يتعين علينا أن نعترف رسمياً بالحكومة الجديدة في أوكرانيا التي أعتقد أنها تعبّر عن إرادة الشعب هناك، فهي الحكومة الشرعية، والتدخل في الشؤون الأوكرانية يجب اعتباره عملاً عدائياً من قبل قوة أجنبية.
علاوة على ذلك، يجب أن نضع خطط طوارئ لحلف «ناتو» قيد العمل بنشر قوات في وسط أوروبا، لكي نكون في موقع للرد في حال اندلاع حرب وانتشارها.

*وإذا تمكنا من تجاوز هذه الأزمة وتجنب اندلاع حرب، تبقى أوكرانيا في فوضى اقتصادية. وجورج سوروس دعا ألمانيا لتولي زمام المبادرة في مساعدة أوكرانيا. وقبل فترة وجيزة من اندلاع الأزمة الأوكرانية، دعا الرئيس الألماني يواكيم غاوك بلاده لزيادة وجودها على المسرح العالمي. فما دور الاتحاد الأوروبي هنا، ودور ألمانيا على وجه الخصوص؟

بريجنسكي: إذا كان الاتحاد الأوروبي جدياً بشأن أداء دور في العالم، يجب أن يبدأ من هنا. وهذا يعني توفير الأموال للمساعدة على استقرار اقتصاد أوكرانيا المترنح. وهناك حل وسط مقبول بالنسبة إلى روسيا وكذلك بالنسبة إلى الغرب، يتجنب الحرب، ويعطي الأوكرانيين بعض الأمل في المستقبل، ويتضمن مساعدات اقتصادية جدية واستثمارات. وألمانيا لكونها الاقتصاد الأكثر ازدهاراً وقوة في الاتحاد الأوروبي، ينبغي عليها أن تأخذ زمام المبادرة.

الحل الفنلندي

في رده على سؤال بشأن الحل النهائي للوضع في أوكرانيا التي تقع تاريخياً بين الغرب وروسيا، قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق بزينغيو بريجنسكي إن أفضل حل للوضع في أوكرانيا يكون في أن تصبح مثلما كانت فنلندا بالنسبة إلى روسيا، بمعنى علاقات اقتصادية مفتوحة مع روسيا مع اتساع الروابط مع الاتحاد الأوروبي، لكن دون المشاركة في أي حلف عسكري.

صحيفة هافنغتون بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى