وجود “داعش” في العراق قد ولى إلى الأبد

نشرت صحيفة “كوميرسانت” مقالا لبافل تاراسينكو عن انتهاء عملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي

كتب تاراسينكو:

أعلنت القيادة العسكرية العراقية عن تحرير مدينة الموصل تماما من سيطرة “داعش”. وتتجلى أهمية هذا الانتصار ليس فقط من الناحية الاستراتيجية، بل ومن وجهة النظر الرمزية، وخاصة أن أبا بكر البغدادي أعلن من الموصل بالذات عن إنشاء “دولة الخلافة” عام 2014، على منبر مسجد النوري الكبير، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، والذي فجره “داعش” الأسبوع الماضي.

وجاء في بيان القيادة العسكرية العراقية: “لم يبق أي حي تحت سيطرة “داعش” في الموصل. وليس أمام مسلحيه أي خيار سوى الاستسلام. لقد انتهى وجود “داعش” في العراق إلى الأبد”، بحسب قناة “سكاي نيوز عربية”.

ويذكر أن عملية تحرير الموصل انطلقت في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2016، حيث شارك فيها إلى جانب الجيش العراقي تشكيلات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

يقول كبير الباحثين العلميين في معهد الاستشراق فلاديمير سوتنيكوف إن “تحرير الموصل نجاح كبير. وستكون لتحرير الرقة أهمية كبرى. ولكن هذا لا يعني القضاء على “داعش” نهائيا”. وبحسب سوتنيكوف، فقد “احتفظ “داعش” بمفارز قتالية انتشرت وتفرقت بعد حصار الموصل”، وإن “هذه المفارز تنتقل إلى سوريا. وستنتقل بعد تحرير الرقة إلى منطقة أخرى – الأردن مثلا”.

وأضاف أن “في صفوف التنظيم سيبقى ما بين 15 و50 ألف مسلح، وإذا أخذنا بالاعتبار أنصاره أيضا، فقد يصل العدد إلى 100 ألف شخص”، – بحسب سوتنيكوف.

هذا، ولقد كانت الموصل المعقل الأخير للتنظيم الإرهابي في العراق. أما في سوريا، فلا يزال يسيطر “داعش” على مدينة الرقة التي بدأت عملية تحريرها أيضا في مطلع يونيو/حزيران 2017.

وتجدر الإشارة إلى أن أسوشيتد برس كانت قد ذكرت، يوم 16 يونيو/حزيران 2016، استنادا إلى “مسؤولين أمريكيين ونشطاء سوريين” أن قادة “داعش” فروا بعد محاصرة الموصل والرقة من المدينتين إلى مدينة الميادين الواقعة في محافظة دير الزور، ومن هناك يقودون “دولتهم”.

وتشير الوكالة إلى أن “التحالف الغربي كان يهاجمهم جوا خوفا من انتقال مسلحي “داعش” إلى الميادين، ولكن هدفه الرئيس، كان تحرير الموصل والرقة”. وبحسب مصادر الوكالة قد يكون التنظيم قد حول الميادين إلى “عاصمة” جديدة له ومنها ينسق هجماته، ولا سيما أن موقع المدينة ملائم جدا، لأنها تقع على الطريق الواصل بين الرقة والحدود العراقية، الذي يسيطر عليه التنظيم. وعلاوة على ذلك، فإن سكان المدينة من السنة ويتعاطفون مع التنظيم.

وبالطبع، لا تذكر الوكالة اسم أي من قادة التنظيم، الذين فروا إلى الميادين مع عائلاتهم، كما ليس معلوما إن كان أبو بكر البغدادي موجودا هناك.

هذا، ووفق معلومات وزارة الدفاع الروسية، فقد تم القضاء على عدد من قادة التنظيم بمن فيهم البغدادي يوم 28 مايو/أيار الماضي عندما كانوا مجتمعين في الضاحية الجنوبية لمدينة الرقة. وذلك بغارة جوية شنتها طائرات القوة الجو-فضائية الروسية.

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى