خطر شائع بين الناس… البخور والشموع ومعطرات الجو!!؟؟

الشموع والبخور ومعطرات الجو اعتاد الكثيرون استخدامها لتعطير البيوت والمعابد واماكن العمل… الرزاز المعطر والزيوت الأساسية تخفي الروائح الكريهة، ولكن هل استخدام هذه المنتجات خالي من الخطر؟؟!!

ينتج عن عملية حرق البخور انطلاق كمية كبيرة من الغازات والمواد، والتي قد يكون بعضها ضار بصحة الإنسان، ووفقاً لدراسات علمية تم إجراؤها ببعض دول جنوب شرق أسيا والتي تنتشر فيها عادة حرق البخور في المعابد والمنازل، تبين أن حرق البخور يطلق غاز أول أكسيد الكربون، وهو غاز سام عند زيادة تركيزه في الهواء عن الحد الطبيعي، كما وجد أن حرق البخور يؤدي إلى اطلاق غاز الفورملين، وهذا الغاز يؤثر بشكل كبير على الجهاز التنفسي وتدل بعض الدراسات انه من المواد التي يعتقد في قدرتها على إحداث مرض السرطان، أيضا تنطلق مجموعة كبيرة من المواد الهيدروكربونية العطرية، والكاربونيلز وغيرها من المركبات.

نشرت نتائج لدراسات مخبرية بمجلة نيو سينتس تتحدث عن أخطار محتملة وعن مواد مسرطنة ومضرة بالرئتين قد تحتوي عليها المستحضرات المستخدمة بتعطير الجو. وقالت ايزابيل شينيه – عضو اتحاد حماية المستهلكين بفرنسا UFC :

“اغلب هذه المنتجات ملوثة وتقوم بإطلاق مواد مسرطنة او مسببة للحساسية داخل الهواء الذي نتنفسه، اشعال عيدان البخور داخل المنزل اسوء بكثير من النزهة بشارع مكتظ بالسيارات… منتجات ضارة خصوصاً بالنسبة للأشخاص اللذين يعانون مشاكل في التنفس”.

دراسة أجراها الباحثون في تايوان أظهرت أن الدخان الناتج ‏عن حرق البخور (يمتلئ بمواد كيميائية تسبب الإصابة بسرطان الرئة). وأظهرت ‏الدراسة أن مستوى هذه المواد الكيميائية الخطرة كان مرتفعاً، أربعين مرة عن البيوت ‏العادية. ‏ويقول الدكتور لين من جامعة تشن كون في تايوان إن البخور لا يحمل معه، مجرد الراحة النفسية والسكينة الناتجة من الرائحة الطيبة، ولكنه يحمل أموراً أكثر ‏ضرراً بصحة الإنسان من بينها مخاطر مؤكدة باحتمال الإصابة بالسرطان حتى وإن لم نتمكن ‏من تحديد مدى خطورته بعد.

‏وقام لين وفريقه بجمع عينات من الهواء من داخل ‏وخارج المعبد في مدينة تاينان ، ومقارنتها بعينات الهواء عند التقاطعات المرورية ‏الرئيسية التي تعج بالسيارات. فعثر على نسبة عالية من مادة ( بولي سايكليك ‏هيروكربون اروماتيك ) وهي مادة كيميائية تسبب السرطان وتنبعث عند حرق بعض المواد ‏ومنها البخور. ليس فقط البخور ولكن أي أدخنة فهي ضارة لأنها عبارة عن مواد صلبة متبخرة كبخار الماء تماماً. كل هذه المنتجات بشكل عام تحرر بالجو ما يسمى المركبات العضوية المتطايرة التي تهيج الجهاز التنفسي كالبنزين والفورماديهايد والتيربين.

من جهته مركز أبحاث الحساسية في مشفى ستراسبوغ -اختبر بخاخ معطر للجو يحتوي على زيوت أساسية… نتيجة الفحص بينت ان المنتج يبث مركبات عضوية متطايرة تزيد بألف مرة عن الكمية المسموح بها.

البروفسور فريديريك دوبليه – طبيب مختص في أمراض الرئة : “نعرف أن المركبات العضوية المتطايرة التي تحرر بالجو بشكل مركز ضارة بالنسبة للأطفال اللذين يعانون من الربو أو التحسس”.

ان هذه المواد قد تكون من الخشب المحترق الموجود في قطع أو أعواد البخور، وقد تكون ناشئة عن حرق مادة البخور نفسها، والتي يتم تصنيعها في العادة من مخاليط عطرية تشمل العود والمسك والعنبر ويضاف إليها أحياناً دهن الورد وتمزج تلك المكونات وتعجن على هيئة أقراص توضع فوق الجمر. وبناءً على دراسة امتدت لحوالي 12 عاماً وشملت أكثر من 61 ألف شخص من المنحدرين من أصول صينية في سنغافورة، وجد أن هناك علاقة بين كثرة استنشاق البخور والإصابة بأنواع مختلفة من سرطان الجهاز التنفسي، الفم واللسان والحنجرة والرئتين.

يقول الدكتور جيبي فريبورغ من قسم أبحاث الأوبئة في معهد ستاتينز سيروم في كوبنهاغن بالدنمارك أن هذا الخطر قد ظهر لدى المدخنين وغير المدخنين، وأضاف أن ما أظهرته تلك الدراسة يكفي لنصح الناس بتجنب الاستنشاق الكثير والمطول للبخور بالأماكن التي يقضون فيها معظم أوقاتهم مثل غرف النوم والمعيشة وغيرها.

من جهة اخرى قال الدكتور لين ليشتنفيلد نائب رئيس الخدمات الطبية في جمعية السرطان الأمريكية “أن التعرض اليومي لاستنشاق دخان البخور له علاقة بسرطان الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وهذا خطر حقيقي لا يجب إهماله”.

تلك النتائج نشرت في العديد من الصحف والمجلات العالمية المتخصصة وقد بينت أن دخان البخور المستخدم في المساجد والمنازل والمعابد والكنائس وغيرها من الأماكن يحتوي بالفعل على تركيز عال لمواد ضارة وخطيرة ومسرطنة… فالنتفكر يا انسان... يتنفس الانسان في الدقيقة الواحد ما بين 6 إلى 10 ليتر من الهواء أي ما يعادل أربعة ملايين ليتر في العام، لكن مع كل استنشاق للهواء تتسرب جزيئات ملوثة داخل الجسم، جسيمات غير مرئية كالمعادن الثقيلة وثاني أكسيد الكبريت والنيتروجين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى