مديري أصغر مني سنّاً… ما الحلّ؟

لن يروق للموظفين القدامى تعيين رئيس قسم جديد أصغر منهم سنّاً، لأن أوامر “الشباب” يصعب تلقيها. لكن المدرّب فرانسيس بوير يقدّم بعض النصائح عبر موقع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، خصوصاً أن نجاح الشباب في تولّي مسؤوليات كان يمكننا تسلّمها يترك لدينا إحساساً بالفشل الشخصي والوظيفي في اعتلاء مركز أفضل بعد سنين من العمل.

وفي هذا الشأن، يقول بوير: “إن أول شكل عرفناه من أشكال الإدارة هو الإدارة الأبوية. منذ أوائل القرن العشرين كان 99 في المئة من الشركات لا يعول على أكثر من 50 موظفاً، دخلوا العمل من دون قيد أو شرط وتلقوا التدريبات للبقاء في الوظيفة، ثم كانوا يتقدمون في تسلسل هرمي لبلوغ مراكز أعلى”. لكن الزمن تغيّر ويقدّم بوير مسارات عدة لتقبّل مدير أو مدرّب جديد لا يملك سوى شهادته وبعض التدريبات التي أجراها.

لا للدخول في دوامة عقيمة

ينصح بوير بتقبّل المستجدات الوظيفية مع تغيّر النظم المهنية وتقدّم الشهادات على سنين الخبرة من حيث الكفاية في تسلّم مراكز القيادة والتدريب. من هنا يعتبر بوير أن التذمّر من المدير أو المدرّب الأصغر سنّاً وتناوله في الأحاديث الجانبيّة هو أمر خاطئ ويجب تفاديه وعدم الدخول في هذه الدوامة العقيمة، بل العمل والإفادة من معلومات هذا العنصر الجديد لأن الإدارة اختارته لمؤهلات يملكها قد يجهلها زملاؤه.

ضع نفسك مكانه

برأي بوير أن مراكز الإدارة لم تعد حكراً على من يملكون عشرات السنين من الخبرة، إذ أصبح في إمكان الخريجين الجدد تبوّؤها خلال سنتين من الخبرة فقط. كما أن المدرّب المهني كان قاسياً في حديثه إلى الموظفين القدامى إذ يسألهم “أين كانوا في السابق ولم يقدّموا أفضل ما لديهم لتولي هذا المنصب؟”. فبالنسبة إلى بوير من يريد مركزاً معيناً عليه السعي إليه، كما أنه يرى في الخريجين الشباب قدرات تصلح لمراكز القيادة لكونهم يدققون جداً في النتائج والأرقام ويختبرونها أكثر من مرة، كما أنهم يقيّمون يومياً نجاحاتهم وإخفاقاتهم.

ترجم استياءك

حاول أن تحدد سبب استيائك من المدير الشاب الجديد. إذا كان العمر الصغير هو السبب الوحيد أم إن هذا المدير لا يملك الكفايات المطلوبة ولا يستطيع القيام بمهامه. حاول كذلك أن تعرف تفاعلات الآخرين معه، إن كانوا قد تأقلموا أم أنهم مستاؤون منه مثلك. بادل المدير الجديد الحديث، أخبره أنك تعتبر أن سني الخبرة هي التي تؤهل العامل إلى مركز قيادة، وانتظر جوابه إذا كان حكيماً أو لا، كأن يقول “إنه لو كان مكانك لكان تصرّف مثلك”، أو أن يقول “إن العمل مستمر وقد أغادر هذا المنصب أو أبقى بحسب النتائج لا بحسب ما بلغت من العمر”.

صحيفة النهار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى