أدونيس: ولدت علويا، لكني ضد المشاريع الطائفية بسوريا

 

 

 قال الشاعر السوري أدونيس (على أحمد اسبر) إنه ضد الأديان المسيسة، نافيا امتلاكه لأي مشروع طائفي في سوريا، مؤكدا أن الحرب القائمة بين السنة والشيعة في المنطقة بدأت تتخذ طابعا عالميا.
وأضاف لصحيفة "النهار" اللبنانية "ولدت علوياً، ولكن ليس لدي اي مشروع علوي. الانسان يكون طائفياً، اذا كان لديه مشروع طائفي. انا منذ طفولتي ضد الطائفية وضد الاديان المسيَّسة التي تفرض نفسها كمؤسسات على المجتمع".
ويأخذ البعض على أدونيس صمته المستمر على المجازر القائمة في سوريا ودعمه للنظام للسوري ضد الحراك الشعبي الذي تحول منذ عامين إلى صراع مسلح.
وحاول الشاعر السوري الدفاع بشكل غير مباشر عن نظام الرئيس بشار الأسد عبر تأكيده بأن من يقود الصراع السوري هم مجرد "مسلحين مدعومين بالمال والسلاح وبكل ما يريدون. وايديولوجيتهم دينية".
لكن استدرك بالتأكيد أنه ضد قصف المدن بالطيران الحربي، مشيرا إلى وجود طرفين في الصراع السوري "واحد يهاجم، وآخر إما يستسلم او يهاجر. ثم لنفرض ان النظام يريد الاستقالة، فلمن يستقيل؟ لمن يعطي الحكم؟ الأمور غامضة، وخرجت من السيطرة الكاملة لهذا الطرف او ذاك. صارت لعبة متكاملة ومتشابكة مع الاستراتيجيات الدولية".
وكان بعض المصادر نسبت إلى أدونيس قوله في حوار تلفزيوني مؤخرا إن "قيام الدولة العلوية في سوريا أصبح واردا" في ظل الظروف الحالية، في وقت ما زال يتهمه فيه البعض بدعم النظام السوري من منظور طائفي، كما أنه كان من أول المرحبين بالثورة الإسلامية (الشيعية) التي قادها الخميني في إيران.
لكن الشاعر السوري عبر في الحوار الجديد عن خشيته من انتصار الإسلاميين في سوريا، مشيرا إلى أن انتصار "القوى الدينية التكفيرية" سيكون "انتصارا بلعبة أجنبية استعمارية، وضد الدين والتاريخ".
وأكد أن هذه "القوى الوحشية" هي صناعة غربية لا قيمة لها. وأضاف "خلقوا بن لادن وطالبان لمحاربة الاتحاد السوفياتي، والآن لأن طالبان تريد شيئاً، تغير موقف الغربيين".
وتساءل "كيف يقبل العرب بأن يكونوا مطايا وآلات لهذه القوى الغربية؟ كيف يمكن ان يقبل انسان ان يكون مسيراً بآلة غربية؟ المشكلة ليست سياسية خارجية فحسب، بل هي بسيكولوجية في الفرد العربي. كيف يحدث هذا؟".
وكان الشاعر السوري في حوار سابق مع صحيفة بريطانية عن خشيته الا تكون الديمقراطية الحل الامثل للدول العربية عندما يتعلق الأمر بوصول الاسلاميين الى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية.
وشدد بقوله أنه سيكون ضد "الديمقراطية" لو جاءت بالاسلاميين، مع انها حسب تعبيره أفضل من الدكتاتورية.
ويرى ادونيس أن الغرب الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية وثقافية لم يعد يكترث باللعرب، بل بات يهتم بمصالحه فقط، مبررا استمر تماسك الاوروبيين بـ"العلمنة واستمرار المؤسسات والحريات داخل اوروبا فقط".
ويؤكد وجود حرب عالمية ثالثة بين السنة والشيعة "لم تتوقف اصلاً، لكن خصوصيتها الآن انها حرب عربية – عربية، واسلامية – اسلامية. والعالم كله الآن في قلب هذه الحرب المشتعلة بين العرب والعرب، وبين المسلمين والمسلمين. انه نوع من التدمير الذاتي".
ويضيف "كل العرب الآن يقفون في الصف الذي تقف فيه اسرائيل، بحجة هذا الشق (الصراع) الشكلي بين السنة والشيعة".

ميدل ايست أونلاين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى