سورية تتخذ القرار السينمائي الصعب !

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة

أقدمت وزارة الثقافة السورية على خطوة جريئة تتعلق بإحداث معهد عال للسينما يجاور المعهد العالي للفنون المسرحية، وسوف يبدأ المعهد الجديد عمله ابتداء من العام الدراسي المقبل، أي بعد شهور قليلة، كما قال وزير الثقافة السوري أحمد الأحمد .

ويعتبر هذا القرار من القرارات المهمة التي ينبغي الوقوف عندها في وقت يراوح فيه الانتاج السينمائي عند نقطة الصفر ماعدا فيلمين أو ثلاثة تنتجها المؤسسة العامة للسينما التي كان الأحمد مديرها العام قبل أن يتولى منصبه كوزير للثقافة..

ومع المراوحة في الانتاج السينمائي ثمة أزمة كبيرة تعاني منها الدراما التلفزيونية السورية التي استقطبت في فوراتها الانتاجية المتعددة منذ تسعينيات القرن الماضي الكثيرين من المختصين في السينما إلى أن وصل الاستقطاب إلى المخرج السينمائي نبيل المالح وفيما بعد المخرج تحسين قوادري الذي أخرج مسلسل سحر الشرق قبل أكثر من عقد من الزمن ..

ويمكن القول إن هذه الخطوة رغم جرأتها وأهميتها فأنها تفتح على المسار الصعب القادم لخريجي هذا المعهد وعن إمكانات عملهم والمجالات المتاحة ، بل وتذكر بخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية الذي لم ينتج مسرحا بقدر ما أنتج نجوما للإذاعة والتلفزيون !

وإذا كانت هذه الخطوة تُحسب من باب قدرة وزير الثقافة على إقناع الحكومة المشغولة بتردي الوضع العام الناتج عن حرب السنوات الست وزيادة، بإنشاء المعهد، فإنها في الوقت نفسه تعتبر نوعا من فانتازيا القرار الثقافي، لكن الجريء كما تمت الاشارة..

ومع أن الخطوة لم تتعرض للانتقاد، فإن من المتوقع انتقادها مع كل سنة تمر لحاجة البلاد لانتاج سينمائي يتطلع إليه عشاق السينما ، ولم تكن قد مضت أسابيع على ظهور المخرج السينمائي محمد ملص في ندوة عامة لجمعية عين الفنون حكى فيها عن المسار الصعب والمتردي التي عاشته السينما السورية في وقت نجح فيها الحكم الاسلامي في إيران من إحداث نهضة سينمائية لافتة على حد تعبيره !..

وزير الثقافة السوري محمد الأحمد، الذي عرف عنه ولعه في السينما بكتاباته النقدية عبر عشرات السينين وبرامجه التلفزيونية عن السينما، هذا الوزير لم يكتف بهذه الخطوة، بل أعلن إطلاق مشروع المكتبة السينمائية الوطنية “سينماتك” بهدف أرشفة وترميم جميع إنتاجات وأرشيف المؤسسة العامة للسينما من أواخر الستينيات إلى الوقت الحالي والتي تتضمن السينما العالمية والسورية من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة وأفلاماً تاريخية وتوثيقية.

وقد استغل الوزير السوري هذين القرارين ليضيف إليهما قرارا ثالثا يتعلق بإعادة مهرجان دمشق السينمائي والشروع بالاعداد له في وقت قريب جدا بمشاركة عربية وعالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى