شوقي بغدادي يتمنى الرحيل حزنا على وطنه، وشعره حي منذ عام 1955!

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط :
كتب الشاعر السوري الكبير شوقي بغدادي قبل أيام على صفحته عبارات محزنة، يتمنى فيها الموت حزنا على سورية، وجاء في العبارات المحزنة التي كتبها على صفحته في موقع الفيس بوك:

” بالرغم من أنني راحل قريبا تجعلني الأخبار الجديدة عن مصير سوريا اتمنى رحيلا سريعا كي لا أرى عملية تفتيت وطني الواحد قد صار اوطانا صغيرة مخجلة كما تريد إسرائيل ماذا ستصنعون يا أحياء؟ ؟!!!!”

وقد أثارت هذه الكلمات إحباطا كبيرا عند عدد من المثقفين والأدباء الذين يجلّون تجربته الكبيرة والمديدة في الشعر والأدب، فهو الشاعر والكاتب المعروف الذي بلغ من العمر تسعين عاما، أمضاها في الشعر والأدب والكتابة، ناهيك عن التعليم الذي جعل آلاف السوريين يفتخرون بأنه كان أستاذهم

وقد نشر الشاعر السوري عبد القادر الحصني قبل أيام قصيدة صغيرة عن صديقه شوقي بغدادي بمناسبة عيد ميلاده التسعين، يقول فيها:
طويتَ تسعينَ عاماً * وما انطوى فيكَ عشقُ
فـمـا أبـرَّك شِــعـراً * إذا التـقى الأفْـقَ عمقُ
في غـوطتينِ ونهـرٍ * وقـيـلَ: هـذي دمشـقُ

وتأخذنا هذه المقاطع الشعرية لعبد القادر الحصني إلى أول ديوان شعري أصدره الشاعر الشاب شوقي بغدادي عن دار الفكر الجديد في بيروت عام 1955 ، وجاء في إهداء ذلك الديوان الجميل :
” إلى رفاقي الشعراء الشباب :
أولاء الذين آمنوا بقوة الكلمة نابعة من قلوب الناس .. فوهبوها لهم ..
وعرفوا جمالها هادية إلى حياة أحسن .. فقالوها لهديهم ..
إلى هؤلاء الشباب الطالعين .. من واحد منهم .. هذه الأغنيات الأولى .. كي لاتكون الأولى .. والأخيرة .. عندهم ولا عندي ..”.

وكان ينبغي على الشعراء السوريين أن يحتفوا بمرور أكثر من ستين عاما على أول ديوان شعري لشوقي بغدادي، عنوانه ” أكثر من قلب واحد” ، وقد صيغت القصائد على صفحات الديوان كأغنيات تدخل إلى القلب في إيقاعها ولحنها، والجميل في تلك القصائد أنها مؤرخة، ومن خلالها نقرأ قصيدة لشوقي عن عيد الجلاء وعمره في مطلع العشرينات، ويقول فيها :
بلى .. رحل الغاصبون وبانوا كأنهمو حلم منكرُ
وجف النجيع على أرضنا وظل الصدى والشذى المسكرُ
وصاروا من الذكريات الدوامي تعاد وتروى وتُستذكرُ

يبدو شوقي بغدادي اليوم متشائما مما فعلته الحرب في سورية ، وتبدو سورية غافلة عن اسمه في وقت احترقت فيها الأشجار والكتب وانهارت فيها المكاتب والمنازل والمصانع وسالت فيه الدماء أكثر ألف مرة مما سالت الدماء من أجل الاستقلال ..

والشاعر السوري شوقي بغدادي ولد في بانياس – على الساحل السوري – عام 1928 ، تخرج من جامعة دمشق حاملاً إجازة في اللغة العربية وآدابها، ودبلوماً في التربية والتعليم – عمل مدّرساً للعربية طوال حياته في سوريا وخمس سنوات في الجزائر.
– شارك في تأسيس رابطة الكتاب السوريين عام 1951 والتي تحوّلت إلى رابطة للكتاب العرب عام 1954 وانتخب أمنياً عاماً لها حتى مطلع عام 1959. وبعدها شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب الحالي وكان عضواً في مجلس الاتحاد في معظم دوراته إلى أن اختير بعد انتخابات الاتحاد عام 1995، عضواً في المكتب التنفيذي وأسند إليه منصب رئاسة تحرير مجلة “الموقف الأدبي” الشهرية الصادرة عن الاتحاد.
صدر ديوانه الأول عام 1955 وهو بعنوان : أكثر من قلب واحد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى