فرج الله ديب يؤكّد مرة أخرى: مسرح أنبياء التوراة في اليمن (جورج جحا)

جورج جحا

 

الباحث اللبناني يتناول إفلاس علم الاثار في فلسطين، بتصديقه كتابات التوراة عن اسطورة أرض الميعاد.

مرة أخرى يبرز من يقول إن التوراة جاءت من الجزيرة العربية وإن مسرحها كان اليمن لا فلسطين.
وبعد الكتاب الشهير "التوراة جاءت من الجزيرة العربية" للمؤرخ والباحث اللغوي الراحل كمال الصليبي والذي صدر سنة 1985، يأتي باحث لبناني آخر هو فرج الله صالح ديب ليقول ان اليمن هو مسرح انبياء التوراة.
وقد جاء كلام ديب في كتابه "اليمن وأنبياء التوراة..هل جاء المسيح الى صنعاء".
يتألف الكتاب من 211 صفحة متوسطة القطع، وصدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر في بيروت. وكان ديب قد نشر كتابا اخر في هذا المجال اسمه "التوراة العربية وأورشليم اليمنية"، صدر سنة 2009.
وقال المؤلف عن عمله الحالي "يتناول هذا الكتاب تبيان مسرح انبياء التوراة في اليمن، حيث مدينة حبرون التي دفن فيها ابراهيم تقع شمال عدن، وحصن اريحا (بالعبرية يريخو) مازال شمال صنعاء باسم يراخ، وحصن اليهودية مازال جنوب يريم، وجرار حيث تغرّب ابراهيم جنوب غرب صنعاء، اضافة الى مئات الأسماء التوراتية".
ويضيف ديب "يتناول الكتاب أيضا افلاس علم الاثار في فلسطين بتصديقه كتابات التوراة عن ان النبي هود (اصل اليهود) كان في الاحقاف شمال عدن، وان الأنصار في يثرب كانوا يهودا.. كما يتناول المسرح الجغرافي للأنبياء ابراهيم ويوسف وموسى وسليمان، والحلال والحرام في دين اليهود والاسلام".
وتحت عنوان "الأثريات في اسرائيل تكذب اسطورة ارض الميعاد"، قال فرج الله صالح ديب "مرة اخرى يكذّب علم الاثار في اسرائيل اسطورة ‘ارض الميعاد’ وخطأ اسقاط جغرافية التوراة على فلسطين.. فبعد تحقيق مجلة تايم (الاميركية) 18-12-1995 بعنوان ‘هل التوراة واقع ام خيال’، نشرت مجلة "لونوفيل اوبزرفاتور" الفرنسية في عدد 18/ 24-7-2002 تحقيقا على امتداد عشر صفحات بعنوان ‘الطوفان.. إبراهيم.. موسى.. الخروج.. التوراة الحقيقية والاسطورة. الاكتشافات الجديدة لعلم الاثار’، كتبه فيكتور سيجلمان وجان لوك لوتييه وصوفيا لوران.
وهذا "اضافة الى نحو سبعة كتب نشرت في فرنسا منذ 1998 حول المضمون نفسه، وملخصها: ان علم الآثار في فسطين لم يؤكد ما جاء في اسفار التوراة، وبالتالي فإن "ارض الميعاد" الكنعانية.. ليست في فلسطين، وعليه فالأسطورة الصهيونية عن أرض الأجداد باطلة".
واضاف انه وفي مقابلة مع اسرائيل فلنكشتاين مدير كلية الاثار في تل ابيب قال له "ان الحفريات الاثرية سيطر عليها نص التوراة الذي كان يعتبر مقدسا"، وكان ينتظر ان تصدق الحفريات وان تؤكد الرواية التوراتية. وحتى عام 1960 لم يكن اي عالم يشك في التاريخية المقدسة لرحلات الاباء "اي انبياء التكوين والخروج من ابراهيم حتى موسى. وكان المهم العثور على موجودات اثرية تؤكد النص. لكن منذ ذلك الحين والأثريات محل جدل".
وقال "اما فيكتور سيجلمان وإن كان اكثر جرأة من فلنكشتاين، الا انه صهيوني بالقوة اذ كما حمّل الشعب الفلسطيني وزر التفسير الصهيوني للتوراة، فانه يريد تحميله ايضا وزر سقوط الوهم وتجلياته".
ويقول سيجلمان "الامر بالنسبة للفلسطيني، فإن شرعية وجود دولة اسرائيل هي المطروح، وليس الاراضي التي احتلت عام 1967. فبعد المؤرخين الجدد في اسرائيل، جاء دور الاثاريين الجدد الذين وضعوا النص التوراتي محل شك خصوصا حول تاريخية الاباء والانبياء وحول معبد سليمان".
وتابع سيجلمان يقول "وعليه فان الايديولوجيا الصهيونية التي اسس اليهود عليها دولتهم في ارض الاجداد لم تعد بالحسبان.. ان علماء الاثار لم يعثروا على اي اثر لخراب معبد، ولا مملكة متألقة لسليمان، ولا اي شيء اخر. والنص التوراتي الذي ليست له مادية حقيقية ليس سوى اختراع ادبي.. لكن ذلك لا يبدّل ابدا ارتباط الشعب اليهودي بهذه البقعة المسماة ارض اسرائيل وبالعربية فلسطين".
وقال ديب "الحقيقة ان مسرح التوراة كان هناك في اليمن. فمن ابناء نوح حسب التوراة ازال وحضرموت. وازال اسم صنعاء عاصمة اليمن حتى القرن السادس ميلادي او مدينة سام. كما ان ابراهيم رحل من اور قاصديم، من بلاد بني قاصد، اي يافع السفلى جنوب اليمن، الى مصر بين بريم وإب جنوب صنعاء.. ولم يتساءل الفكر الغربي التوراتي عن مصراييم التوراتية. وتناسى ان مصر الدولة الحاضرة كان اسمها التاريخي بلاد القبط. ثم ارتحل ابراهيم الى حبرون التي ما زالت باسمها شمال شرق عدن في منطقة الواحدي".
واضاف "يلام الفكر العربي تاريخيا وآثاريا ولا يلام الفكر الغربي. فهل كان الهمذاني (في كتاب الاكليل) والطبري (في تاريخ الامم والملوك) من الاغبياء، عندما ذكرا ان فراعنة مصر ايام يوسف وموسى كانا الوليد بن الريان والوليد بن مصعب، ام ان احدا لم يقرأ الطبري بل اعتمد فهرسه فقط؟ ان اليهود عشائر عربية يمنية نسبة الى النبي هود الوارد ذكره في القرآن والذي كان من الاحقاف شمال حضرموت".
وفي الحديث عن صور، ينفي ديب ان تكون هي نفسها المدينة اللبنانية الحالية.
ويقول "اما فعلا فان مدينة ومرفأ وقلعة صور العمانية.. تقع على بحر العرب وعلى مداخل خليج عمان المرتبط بمضيق هرمز، اذن صور وقلعتها التوراتية هي صور عمان او بني عمون، لأن التوراة التي ظلت محفوظة بالسريانية تبدل الالف الى واو… وبالتالي عمان – عمون".
وينتقل الى مجال اخر فيقول عن صهيون انه "في التوراة العبرية ترد اسم صيّون وليس صهيون، وبالتالي فان الهاء فعل لهجة عربية بدلت الياء الى هاء. لكن اين نجد صيّون في اليمن؟ انها مدينة سيئون اليوم… وسيئون مدينة يمنية على حافة وادي حضرموت".
وعن مصر يعود فيقول ان "مصر الحاضرة كان اسمها قبل الاسلام في القرن السابع بلاد القبط وفي التوراة ترد باسم مصراييم، وبالتالي فإن مصر هنا في اليمن".

ميدل ايست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى