مكتبة سعد الله ونوس تثير جدلا سوريا

دمشق ــ خاص ببوابة الشرق الأوسط الجديدة

تشارك الكاتب المسرحي السوري الراحل عبد الله ونوس مع المخرج التلفزيوني والمسرحي السوري علاء الدين كوكش بعمل جميل على غاية الأهمية هو مسرحية “حفلة سمر من أجل 5 حزيران” ..
كتب سعد الله ونوس المسرحية يؤرخ مسرحيا للهزيمة العربية التي حصلت في حزيران عام 1967 عندما وقعت الحرب بين إسرائيل والدول العربية واستطاعت إسرائيل من خلالها من احتلال مساحة كبيرة من الأراضي العربية وتدمير مسالحة كبيرة من القوة العربية ..

وقد تلقف الفنان كوكش النص الابداعي وسارع إلى إخراجها للمسرح وتقديمها للمشاهد السوري، وكان العرض جميلا بحيث أثار الوسط الثقافي والفني والسياسي السوري لجرأته ..
مات سعد الله ونوس، وانعزل علاء كوكش في دار المسنين بدمشق، وترك لنا الاثنان تراثا ابداعيا مهما في الحياة الثقافية والفنية السورية، ومن جملة ما تركه هذان المبدعان مكتبتين خاصتين كبيرتين هما في صلب التراث الثقافي الوطني السوري ، فقام علاء كوكش بتقديم مكتبته الضخمة إلى المكتبة التربوية السورية، فيما ظلت مكتبة سعد الله ونوس أمانة عند زوجته الفنانة فايزة الشاويش ..

ما الذي حصل قبل أيام على صعيد مكتبة سعد الله ونوس ؟!

قامت السيدة فايزة الشاويش بالتبرع بمكتبته إلى الجامعة الأميركية في بيروت، ونقلت صحيفة الحياة عنها، وهي تستعيد شيئا من حرصه على مكتبته: إنه تساءل عمّا ستؤول إليه مكتبته بعد وفاته، فأكّدت له: «لا تقلق. أنا سأهتم بمكتبتك. وأعدك بأنها ستكون في مكان جميل جداً». وأضافت: «اليوم، في عيد ميلاده الخامس والسبعين، أقدّم له هدية ثمينة جداً، هي مكان جميل جداً لمكتبته».

أثارت هذه الخطوة من الفنانة الشاويش الوسط الثقافي السوري داخل البلاد ، فكيف تذهب كتب سعد الله ونوس إلى الجامعة الأمريكية، وهي شأن ثقافي وطني، ينبغي أن تقدم إلى المؤسسات الثقافية السورية بغض النظر عن الموقف السياسي لأفراد أسرته، وقال أحد المثقفين السوريين:
ــ كان يمكن أن تقدم هذه الهدية للمكتبة الظاهرية أو أي مكتبة أخرى!

ثم صرح الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية واصفا الخطوة التي أقدمت عليها الفنانة الشاويش بأنها ليست شأنا ذاتيا ، وقال في تصريح بثه التلفزيون إن مكتبة الراحل ونوس هي إرث وطني ، ومثل هذه الخطوة من زوجته لايمكن أن تكون خيارا شخصيا بل إنها خيار سياسي وطني..

وقد شهدت الصحف السورية بعض الكتابات حول الحدث الثقافي المذكور، وقال الناقد نذير جعفر وهو مدير التأليف في الهيئة العامة للكتاب في سورية إن هذه الخطوة خاطئة، والمكتبة هي ملك للثقافة السورية ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى