يوميات ناقصة | تربيةُ القاتل (نزيه أبو عفش)

 

نزيه أبو عفش


«تخافونني.. فأخاف»
كاليغولا
قبلَ أنْ تَسقطَ أسنانُ أبنائِهم اللبَنيَّةْ
صيّروهم شيوخاً
خائفينَ، قُساةً،يائسينَ، ومرضى.
أين أيامُ الورد؟
أين تأتأةُ الجائعِ إلى ضحكةْ؟
أين ابتهالاتُ مَن يريدُ أنْ يُحْتضَنَ ويُحَبّ؟
أين الحياةْ؟..
.. .. ..
الحمقى!
الأقوياءُ الحمقى!
إذْ كانوا مُنشغلين بتدبيرِ أبَدِيّاتهم
لم ينتبهوا
إلى أنهم، حين أَعدموا وردةَ الحالم،
حكموا على جميعِ حالمي الأرض
بالتَحَوّل إلى مُنتقِمين
وقَتّالي أباطرةْ.
16/2/2011

الخائفون

أصدقائي العادلون
أصدقائي المخيفون العادلون
يطالبون برأسي
لأنني لستُ شبيهاً بهم.
:أُقتلوهْ! / صرخوا.
أُقتلوه!
هذا المارقُ المريب
لا يشبهُ إلاّ نفسَه.
.. .. ..
أصدقائي المغفّلونْ
يحبوّن حبّي لهم.
أصدقائي الآلهةْ
يحبّون أنفسَهم أمواتاً.
أصدقائي الخائفونْ….
17/2/2011

نسينا أنْ نعيش

تُرى كم تبقّى من الوقتِ يا أصحابي؟
كم تبقّى من الوقتْ؟
قلنا ما أمْكننا قولُهُ ، وخِفْنا ممّا قلناهْ.
عبَدْنا آلهةً كثيرينْ.
هلّلْنا لأصنامٍ كثيرينْ.
حَلُمْنا هلاكَ كثيرينْ.
ونسينا أنْ نعيشْ.
حَملْنا الأزهارَ في أعراسِ كثيرينْ.
خِفْنا على كثيرينْ.
شَيَّعْنا أمواتاً كثيرينْ.
انتظَرْنا كثيرين
ويئسْنا من غوثِ كثيرينْ.
ونسينا أنْ نعيش.
ندِمْنا على أننا لم نعرف كيف نخاف..
وما استطعنا أن نكونَ شجعاناً.
تَعِبْنا من كلّ شيء.
أخفقْنا في كلّ شيء
ولم نَتُب عن أيّ شيءْ.
وضَعْنا الوردةَ في موضعِ الدمع
والدمعةَ في موضعِ الفرح
والحماقةَ في كلّ موضع..
ولم يَشْفِنا الأملْ.
فعلْنا كلَّ شيءٍ وكلَّ شيء
ونسينا أنْ نعيش.
وها نحن الآنَ نوشكُ على الـ……/
عفواً! كم الساعةْ ؟
8/2/2011

 

صحيفة الأخبار اللبنانية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى