التغيير !!

ان أردت أن تغير العالم .. عد الى منزلك وأحبب عائلتك .. !!
جملة بسيطة اختزلت بها الأم تريزا أسمى أشكال التغيير عن طريق الحب ..

الحب .. الذي نسيناه في زحمة التغيير الكبير الذي يحصل من حولنا ، واعتمدنا الحرب وسيلة للتغير .. الحرب نعم الحرب .. الحرب بالكلمات .. بلقمة العيش .. بقتل الحياة ..

الحرب بإلغاء الأخر والقضاء عليه واهانته وإذلاله وتجريده من حقوقه ..
الحرب على كل من يريد إيقاف الحرب وكل من يريد التغيير بسلام ويسعى لرقي وتطور وخدمة الانسان ..
الحرب على من يختلف معنا بالرأي .. بالعقيدة .. بالدين .. بالطائفة ..
الحرب التي خلقت كانتونات من الحقد والرغبة بالانتقام والثأر ..

الحرب التي انعكست أثارها حتى داخل البيت .. فأصبح العجز عن القيام بالتغيير.. والفشل في الوصول الى الهدف الذي يسعى اليه هذا التغيير .. والمعاناة التي يسببها حلم التغيير تنعكس ألما وبؤسا وإحباطات تظهر من خلال الانعزال والتقوقع والابتعاد عن العائلة .. والانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الاعلام والأخبار ووسائل الاتصال المجانية على حساب العائلة .. وتفريغ نوبات العجز والغضب والاضطراب في أفراد العائلة ، مما يؤدي الى تفتيت ودمار أواصر العائلة .. والتبرير دوما يكون أن هناك قضية وطن والوطن أكبر من العائلة .. ولكن مع الوقت يكون هناك دمار للعائلة والوطن معا ..

فالعائلة هي أساس الوطن .. والعائلة المفتتة المدمرة لا يمكنها بناء وطن !!!
لذلك وبعد تمعني بجملة الأم تريزا .. تأملت نفسي وعائلتي وحياتي ، فاكتشفت أنني بحاجة لأحب عائلتي ولأعود الى منزلي أكثر قبل أن أخسرها تحت مسمى التغيير والوطن، فالتغيير لا معنى له ان لم يكن معجونا بالحب ومنطلقا من العائلة ..

لذلك أحببت أن أشارككم بهذه الجملة علها تفسح لنا مجالا لنعيد ترتيب أولوياتنا وبداياتنا لتكون أصح …
لنحقق التغيير الذي نريده مع عائلتنا ولأجلها ،، وليكون تغييرنا صحيحاً وسليماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى