خفقة القلب 65

عدتُ إلى البيت وإذا بالحياة جميلة وشهية.. شلالات من الفرح تغمرني ..مئات الكلمات تولد في فمي .أهو الحب عاش مجدداً بلقاء في عمر عود ثقاب ؟

أغمضتُ عيني كي أحتفظ بطيفها وأسكنه في أهدابي وأجفاني ، واستعدتُ صورتها في مخيلتي وعدتُ بذكرياتي مئات السنوات إلى الوراء ،وكأنني أحتضنُ سعادة البشرية بين جفوني وأهداب عيوني ، وبقيتُ مستيقظاً بصحبة طيفها دون أن أقوى على انتزاعه من جفوني ، حتى جمع الليل ثيابه في الصباح !
صدقوني إن قلت لكم ليست السكاكين المعدنية هي فقط التي تجرح ، وإنما سكاكين الشوق هي أكثر إيلاماً وعذاباً ، تلك السكاكين تنام في اللحم وتسكن بين الضلوع !أنتظر قطار الشوق ليحملني إليها كسنابل القمح إلى بيدر صدرها المرصود بالتأوهات ، والمسّيج باللهفة ، أنتظرُ أن أعانقها عناق الأغصان للأوراق، والندى للورد ، والرمش للعين !
عادت الذكرى ونوبات الأشواق من جديد ، لم يبق مني شيء بدونها .. غصن قلبي مال إليها ..صوتها يحمل صوتي، ابتسامتها تكرج بخفاء على شفتي ، أشتهي أن أغيب تحت قميص روحها ، أشتهي أن أتوارى تحت لحاف جلدها ، لا إقامة لي إلا في راحة يديها، هي حضوري وغيابي ، فماذا بقي فيّ بدونها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى