نعرض لأخطر فصل عن “سيناء” في كتاب “شخصية مصر” للراحل العظيم جمال حمدان الذي قتله “الموساد

منذ نحو ربع قرن وضع الراحل العظيم د. جمال حمدان كتابه البديع “شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان” ضمنه فصلا كاملا عن “سيناء”، نرى ان من الاهمية بمكان ان نحيط به القراء علما، لما تضمنه من معلومات خطيرة عن الارض المباركة التي تتعرض لحملة تدمير ممنهجة، ولا يمكن لمخلص أن يغض الطرف عنها مهما تكن التداعيات.

يقرر د. جمال حمدان (اكد اخوه الراحل اللواء عبد العظيم حماد لـ”رأي اليوم” قبل رحيله ان الموساد قتله وتمت سرقة احدى  مخطوطات كتبه قبل نشرها) أن مجموع السكان في سيناء محدود جدا بالنسبة للمساحة الشاسعة، مشيرا الى ان تقديرات السكان في سيناء تتفاوت بشدة ما بين 100 الف و200 الف قبل الاحتلال الاسرائيلي  الذي فرغ المنطقة من نحو نصف سكانها فيما يقدر بالتهجير الاجباري والطرد والارهاب، وبذا احال سيناء – بحسب حمدان- الى منطقة طرد بشري تصدر السكان الى وادي النيل بدل ان تستوردهم.

واكد حمدان ان زوال خطر العدوان الاسرائيلي رهن بتعمير سيناء، مبشرا بان سيناء يمكن ان تتحول الى طاقة سكانية عظيمة تصب فيها مصر الوادي بعض فائضها البشري.

كان د. جمال حمدان مهموما بتقدم مصر، لذلك فقد كان حاسما في توجيه النقد اللاذع لها بسبب ما رآه استخزاء وتهربا ونكوصا عن دورها التاريخي.

يقول د. حمدان: “في عصر البترول العربي الخرافي نخدع انفسنا وحدنا اذا نحن فشلنا في ان نرى ان  مصر مصر وثقلها، حجمها وجرمها، قامتها وقيمتها، قوتها وقدرتها بين العرب وبالتالي ايضا في العالم ككل، قد اخذت تتغير وتهتز نسبيا في اتجاه سلبي، وان كانت هي ذاتها في صعود فعلي.. لم تعد مصر بذلك تملك ترف الاستخفاف والاستهتار بمن حولها من الاشقاء، او الانعزال  المريض المتغطرس العاجز الغبي الجهول الذي يغطي  عجزه وتراجعه وارتداده وترديه  بكبره المغرور وصلفه الاجوف وعنجهيته القزمية والذي يعوض مركب نقصه باجترار الماضي وامجاده وتمجيد العزلة والنكوص باستثارة ادنى غرائز الشوفينية البلهاء”

وتابع حمدان: “من هنا فان مصر في وجه هذه المتغيرات بحاجة ماسة جدا الى اعادة نظر جادة في ذاتها، والى مراجعة للنفس امينة وصريحة ، بلا تزييف او تزويق، بلت غرور او ادعاء، بلا زهو ولا خيلاء، ولكن كذلك بلا تهرب او استخزاء وبلا تطامن او استجداء”.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى