خواطر| رائحة الذكريات

أستدرج ذكريات الماضي بما تحمله من لحظات السعادة والحنين والشوق. أخربش على جدران ذاكرتي فتفيق الذكرى؛ أستغرق في أفكاري فتسألني ذاكرتي عن طفولتي وحارتي ومدرستي وحبي الأول!

أعيش الماضي؛ أسافر إليه ، أستعرضه يوماً وشهراً وعاماً وأعواماً وعقوداً .. كانت حصالة الطفولة رمزاً للفرح لكنها فقدت محتوياتها..باتت حصالة العمر مجمعاً للذكريات، تعكس مرآتها خطوط العمر المهدور وفقدان أحبة غادروها وتركوا أخاديد عميقة على وجوهنا .

لكن يبقى للماضي حضوره في الحاضر، فكلاهما سيذهب إلى المستقبل ! الماضي يسحب من ذاكرتنا أياماً شهدت الحب، وهدير الأشواق ، وعذابات الفراق! أستعيد أحداثاً في زمن مضى، ففيها حنين إلى أيام الشباب والأماكن التي ضمتها. أحبس أنفاسي، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً سوى الدموع تصافح عينيّ كقطرات الندى ، محاولاً استرجاع ما يمكن استرجاعه من رائحة الذكريات !

أُمسكُ القلم لأسجّل صفحات من ذكريات كدتُ أنساها، فقد غرفتها من نهر الفرح تارة ومن بحور الأوجاع تارة أخرى مستنطقاً الكلمات لتعيد رواية ما حدث من المشاهد. أفسح لها المجال لاستكمال مكياجها وارتدائها أجمل الفساتين لديها ! أجعلها تمشي بجانبي ، تسهر معي ، تبقى بقربي، تنام في سريري ، وتتنفس فوق سطوري. أقبّلها كلما أصحو، فأشعر أنني لا أشبه أحداً من البشر، وبأنني أحلق في السماء!

قالت لي الذكريات: ما زلت أنتظرك البارحة، تابع سيرك إلى الوراء. قلت لها : ما أجمل رائحتك !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى