خواطر| فواكه الكلمات

رحتُ أشقّ حفراً ،أبحث عن لآلئ الكلمات فيها ، أجمع هذه الكلمات، وأفرغها في جيوب ذاكرتي، وما تبقّى منها أُلقيه في جيوب قميصي وبنطالي، وحين أنحني أضع يدي على جيبي كي لا تنزلق أية كلمة وتهوي على الأرض ! أجمع هذه الكلمات وأسكبها على الأوراق أمامي. أفرد فواكه الكلماتك؛ أصنّف الحروف، فأضع حروف الحزن جانباً، وأرش عليها قليلاً من السكر، لعلّ أرجل حروف الحزن تعلق بالسكر، فتأتي أكوام من النمل وتأخذها بعيداً عني !

أضع باقي الكلمات في إناء من الماء لأزيل ما علق بها من الحصى وذرات التراب، وأتخلص من الكلمات والحروف اليابسة والصفراء وأبقي على الحروف والكلمات الخضراء، لأضعها في ثلاجة ذاكرتي وأحتفظ بها مؤونة لدماغي !

أغلقت الباب على نفسي، وضممت الإبرة ،ورحت أخيط بها جيوب ذاكرتي، والتي لا أرغب باستبدالها خشية فقدان محتوياتها من الكلمات فليس لدي ما يكفي من المال لشراء ذاكرة جديدة قد لا تتسع لكل فواكه الكلمات !

*******************

ماذا ترسمين يا حفيدتي ؟

الرسم عند الأطفال لغة للتعبير عن النفس، يستطيعون من خلال الورقة والقلم أن يخبرونا عن مشاعرهم وانفعالاتهم ، ولو من خلال خطوط عشوائية تكون رسالة ، ربما نستطيع نحن الكبار فك رموزها!

تستلقي حفيدتي الصغيرة أرضاً وفي يدها قلم ترسم به على صفحة بيضاء أشكالاً متنوعة، وأخوها الأصغر منها يلهو بألعابه وهو يغنّي. حركات الأطفال ونشاطاتهم العفوية قد تنطوي على أكثر من إشارة إلى أنّ لديهم مواهب متميزة في هذا المجال أو ذاك !

رسمتني حفيدتي على شكل دائرة كبيرة فيها عينان ملونتان وهي إلى جانيي على شكل دائرة صغيرة تمسك بيدي. شعرت أن أمنيتها أن أكون إلى جانبها! وأحسستُ بأنها ضلعٌ أساسيٌّ بين أضلاع صدري. سألتها ذات يوم ماذا ترسمين يا حفيدتي ؟ أجابت: أرسم رجلاً متعباً يمشي على الرصيف ، وسأرسم حوله شمساً دافئة ، لأن شمس الشتاء باردة ! وسألتني : لماذا ننتظر الشمس كل صباح، ولا نذهب إليها ؟ لم أستطع الإجابة على سؤالها فلزمت الصمت !

بحثت بين الأقلام لديها عن القلم الذي يرسم الحنان ، وسألتها : ما لون الحنان ؟ قالت لي : ليس للحنان لون ، إنه شفاف مثل ماء الينابيع، فهو يأتي من أعماق الثلج !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى