سامر رضوان «يطلق الرصاص» في شوارع بيروت!

يتعامل السيناريست السوري سامر رضوان مع نصوصه الدرامية على أنّها مواد غنية وذات أهمية قصوى. يعتقد بأنّ الكاتب لا يصل إلى مستوى رفيع من الأهمية إذا لم يقتنع بأنه يقدم شيئاً كبيراً في القيمة والغنى. كذلك، يخشى على خطوط قصته من التسريب، فيتعاطى معها كأسرار عسكرية وخطط حرب، بخاصة أنّ شخصياته تمثّل في جزء منها سادية الحياة وعنفها وقسوتها.

هكذا، يخشى الخوض في تفاصيلها أمام أصدقائه، بخاصة ممن يعملون في مجال الإعلام. من جانب آخر، يحترم رضوان اتفاقه مع شركات الإنتاج ويحاول صون ما وصل إليه من امتيازات. كاتب «وصايا كانون» تمكّن دوناً عن غيره من فرض خياراته وحضوره في العمل حتى نهايته، بدءاً من تحديد خيارات لأسماء المخرجين إلى المساهمة مع المنتج والمخرج في تحديد أسماء أبطال روايته التلفزيونية.

في عمله الجديد «أطلقوا الرصاص» (إخراج سمير حسين ـــ بطولة عابد فهد وماغي بو غصن وإنتاج «إيغل فيلمز»/ جمال سنان/ الصورة)، يجرّب الكاتب السوري اقتحام بيروت من بوابة جديدة، لم يسبق للدراما أن دخلتها. إذ يُتوقع أن يلاحق مصائر شخصيّات سورية في بيروت، لكنّها ليست كالشخصيات الضعيفة التي قدمتها الدراما السورية سابقاً. سيكون المشاهد أمام رجال أعمال وسادة مافيات انتقلوا من دمشق ليديروا امبراطورياتهم من داخل البلد الجار، ويتحكّموا بمصير هذا البلد واقتصاده من خلال ما يملكونه من نفوذ وسلطة. وكان صاحب «لعنة الطين» كتب بأسلوبه الشاعري على صفحته الشخصية على الفايسبوك قائلاً: «بيروت ليست عاشقين على الطريقة الأوروبية يتناولان النبيذ فوق سحابة من حريرٍ كما تُقدم الدراما التلفزيونية. وليست قصراً يجمع أرجُلَ نساءٍ جميلات تحوِّلُ الجميع إلى مهووسي سرير. كما أنها ليست بيت الحرية ولا فضاء طبقة المخمل كما قال الشعراء»، لكنها بحد زعمه «حوت يطحن الهواء في رئة الفقير، وكابوس ينصب خيمته على ظل الرغيف وزجاج الساعات. إنها الصراع من أجل الاستمرار ولا شيء آخر. ليست مدينة ناعمة كما أرادت فيروز وصوتها العظيم، بل القاهرة لحظة تريد، والعطوفة على من تريد. كل شيء فيها خاضع لمزاجها المتقلب. فمَن كانت ترضى عنه في يوم، تنفيه إلى ما وراء الوسادة في يومها التالي، لأنّ بحرها -ربما- لم تروّضه السفن رغم كثرة غزاة الخارج والداخل».

واستطرد كاتب «الولادة من الخاصرة» شارحاً عن المدينة التي لجأ إليها منذ سنوات وسيتناولها في نصّه الجديد: «بيروت ليست تفاحة محمود درويش، ولا غزالةَ طلال حيدر. إنها حلبة الصراع من أجل كل شيء، وعلى حساب كل شيء. إنها وهم الهدوء الذي يسبق الانفجار الدائم». ثم عاد وأوضح بأنّ ما تم تقديمه عنها في الدراما يشبه صورتها القديمة. لهذا كان ضرورياً أن «أراها بعين أخرى. عين الصراع والاقتتال حتى آخر قطرة حلم في التسيّد والاسترقاق». ثم ختم تعليقه بالقول «إنها خزنةُ مال وأسرار. أرقامها السرية لا يعرفها أحد حتى سكانُها. وكلما اقترب قرصانٌ من فكِّ شيفرة الباب، انقلبت عليه وغيرت رمز الدخول سريعاً. لهذا كله سنطلق فيها الرصاصَ قريباً».

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى