نداء من أجل القدس

إلى أتباع الديانات في كل مكان وجميع المؤمنين بالرسالات السماوية،

إلى أنصار الحرية ودُعاة حقوق الإنسان في العالم،

في ضوء ما أقدمت عليه السلطات الإسرائيلية من إغلاق للمسجد الأقصى المبارك ومنع المسلمين من إقامة صلواتهم فيه، والقيام باعتقالات لشخصيات دينية إسلامية وبعض مسؤولي الأوقاف الإسلامية، إثر مقتل جنديين إسرائيليين، فإن منتدى الفكر العربي الذي يضم نخبة فكرية وثقافية تؤمن بالتنوّع والتعددية وحق الاختلاف وتحترم المقدسات والرموز الدينية، يعتبر ذلك استهانة صارخة بمشاعر المؤمنين وحقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية.

ويناشد المنتدى أتباع جميع الديانات والمجتمع الإنساني برفع الصوت ضد هذه الإجراءات، التي ستكون سبباً إضافياً لاندلاع موجة جديدة من عنف وإرهاب لا تحمد عقباها، وهو أمر يرفضه المؤمنون والشرعية الدولية لما فيه من انتهاك واضح للمقدسات، وتداعيات يترتب عليها تأجيج التطرف في مدينة ينبغي أن يتسع الفضاء الديني فيها لكل المؤمنين، لا أن تتحول إلى ساحة قتال مستعرّ يلغي العقلانية ويعمِّق مأساة المنطقة ويستقطب الكراهية بين جميع الأطراف المتنازعة حيث أن المتزمتين يتحدثون دائما عن حقوق الخالق فماذا عن حقوق الخلق؟

وعلينا أن نتذكر أن مدينة القدس ومقدساتها هي أكثر مدينة في العصر الحديث تحظى بحماية وضمانات دولية تم اختراقها من خلال الاعتداءات المتكررة والإجراءات التعسفية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في سلسلة العنف منذ الاحتلال عام 1967، خاصة إجراءات الإغلاق الأخيرة. فلا يزال المجتمع الدولي في مواقفه وقراراته يعتبر القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ما يعني ضرورة تأمين الحماية للأماكن المقدسة واحترام حرية العبادة وحق المؤمنين في الوصول إلى أماكن العبادة.

كما يذكِّر المنتدى بالقرار الصادر عن القمة الإسلامية الخامسة التي عقدت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا (آذار/ مارس 2016)، والذي أكد الدور المحوري للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتوفير الحماية للمقدسيين وأتباع الديانات في صلواتهم، والحفاظ على حرمة المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف ومكانته؛ مشدداً على ضرورة وقوف الدول الأعضاء بحزم دفاعاً عن حرم الأقصى المبارك، ومحذراً من أية إجراءات من شأنها المسّ بقدسيته.

ويناشد المنتدى بشكل خاص الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك المنظمات الدولية والإقليمية القيام بما تمليه عليهم مسؤوليتهم القانونية والإنسانية الأخلاقية، والتدخل فوراً لوقف ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والأماكن المقدسة من اعتداءات وانتهاكات مستمرة، والعمل على عودة المصلّين المسلمين لأداء صلواتهم في المسجد الأقصى.

وإن المنتدى الذي يتبنى برنامج “القدس في الضمير” برعاية رئيسه سمو الأمير الحسن بن طلال، يدعو دوماً إلى تجسيد المعاني التي تخدم قضية القدس الشريف وتبقيها حيّةً في ضمير الأجيال والمجتمع الإنساني؛ انطلاقاً مما أكده سموّه مراراً بأن الدين يسمو فوق السياسة، وأن علينا جميعا الحرص على ترسيخ الاحترام المتبادل لحقوق الإنسان.

منتـــدى الفكر العربي
عمان- 15 تموز (يوليو) 2017

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى